كتب / عبدالله الصاصي
رغم الماساة التي تشهدها غزة بفعل الغارات التي تنفذها طائرات العدو الاسرائيلي المدعوم بالمطلق من قبل الكيانات الغربية والذي تسبب بالقتل والتجريح للابريا من الشيوخ والنساء والاطفال الفلسطينيين تحت انقاظ المباني التي يحصدها طيران العدو الصهيوني الغاشم في هجماته الانفعالية المصحوبة بهستيريا الانتقام الاعمى الذي وصل لدور العبادة سواء كانت مساجد اسلامية محمدية او معابد وكنائس كاثوليكية وارثوذوكسية ومدارس ومستشفيات في ظل
حالة الانتقام من الشعب الفلسطيني ومع ذلك علينا ان ناخذ في الاعتبار انها الكارثة الكبرى التي ستجني بسببها دولة اسرائيل ثمرة العلقم وحتماً سيتجرعها الشعب اليهودي في قادم الايام ،جراء الخطيئة التي ارتكبها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية الانتهازية حينما لم يدركوا الخطا الفادح الذي ارتكبوه حال افتعال جريمتهم التي على اثرها ادرك الجيل العربي من صغار السن همجية الكيان الشيطاني الخبيث ، وهذا هو الخطر الاكبر على دولة بني صهيون الذي لم يتنبه له نتنياهو عندما زرع بذرة الشقاق والعداء الاكبر في جيل لم يعرف همجية العدو الصهيوني الا من خلال الروايات التي نمليها نحن ، الجيل الذي عاصر المجازر المروعة وشاهدها في وقتها من مجزرة دير ياسين وصبرا وشاتيلا وماتبعها من مجازر ظلت عالقة في اذهاننا وستظل الى ان نموت او نكون من المشاركين في قوام الجيش العربي لتحرير فلسطين الى جانب اهلها الذي نعتبرهم الرمز الذي لايقارن في الصمود والاستبسال .
الخطوة الجبارة التي قامت بها حركة حماس في الاتجاه الصحيح وعلى اصوات النشاز من سخفاء العرب الذين لم يروا مايقوم به اليهود منذ اكثر من خمسين عام من القتل والاقتصاب والهدم والتنكيل والتدنيس للمسجد الاقصى وثالث الحرمين الشريفين ان تصمت طالما لم تخالج ضمائرم الغيرة التي سرت في وجدان الشبان الفلسطينيين ايما كان انتمائهم فهم عرب مسلمين اقاضتهم الافعال الدنيئة التي يمارسها المتطرفين من اليهود الذين ينتهكون الحرمات في ارض فلسطين العربية الاسلامية .
الدرس المستفاد من الهجمة التي نفذها شباب فلسطين في 7 / اكتوبر / 2023 م والتي هي نتاج صبر وتحمل لجور العبث الذي ولد الشحناء في وجدان الامة وليس فقط في الشاب الفلسطيني الذي انبرء في يوم 7 اكتوبر الخالد الذي سيظل رمزاً للبطولة والاقدام في اليوم الذي تقدم خلاله 1200 فلسطيني في مشروع شهادة واثبتوا في يومهم الاغر ان فلسطين ظلت وستظل شامة على جبين الارض ولن تستطيع الالة الاسرائيلية ولا من يوجهها او يحملها من اليهود ان تمحوا فلسطين من الخارطة العربية التي عرضها نتنياهو مؤخراً في الامم المتحدة بعد ان حذف منها ارض فلسطين واستبدلها بارض الميعاد وشعب الله المختار ، ولهذا السبب ثار البركان الذي زعزع الكيان الصهيوني بين عشية وضحاها وسعى في خرابه من خلال العملية الفدائية التي اطاحت بالكبرياء والهيبة التي كان يوصف بها جيش اسرائيل بينما هو اكثر هشاشة واضعف جند الله في الارض وذلك من خلال عملية الاختراق التي قام بها اشبال كتائب القسام لجهاز الموساد الذي قيل انه لايقارن باي جهاز استخبارات في المنطقة ، وكذلك الاختراق والسيطرة على قوام الالوية العسكرية الاسرائيلية في غلاف غزة بعد العجز التام وحالة الارتباك التي سادت مشهد الرعب الذي سيطر على القيادة والجنود الاسرائيليين وحينها لم يستطع احد منهم المقاومة في اللحظات التي اثخن فيهم شباب المقاومة القتل بالعشرات واخذوا سلاحهم من على اكتافهم بعد اسرهم واقتيادهم مع اجهزتهم الاستخبارية ، في رسالة قوية لكل حبر وحاخام وقائد يهودي ، وكل ذنب عربي ، ان الدم الفلسطيني لازال يجري في ظل غليان لن يهدء وسيظل في حالة الغليان مهما تجبر اليهود في طغيانهم ومهما تخاذل العرب عن نصرة اخوانهم ، رسالة اثبتت للعرب وللعالم هشاشة دولة اسرائيل التي جعل منها الغرب بعبع مخيف ،كذبته المقاومة الفلسطينية بعد ازاحة القناع وكشف المستور عن هشاشة الجيش المغمور ، وبعد هذه العملية التي نامل ان ترفع الهمم وتزيح حالة الخوف التي تنتاب زعماء العرب ويعملوا على الاصلاح ولملمة شمل الامة العربية للاستعداد للمواجهة للعدو القادم من الغرب وان يسارعوا بنجدة فلسطين بالمال والرجال لاخماد الحرب وقهر العدو في محيطه الحالي قبل ان تتوسع دائرة الحرب التي لاحت مؤشراتها انها ذاهبة الى ابعد من فلسطين وفي اتجاه السيطرة على الشرق الاوسط .