نداء من الأحياء الشهداء إلى الأموات من الأحياء
تاريخ النشر: الاحد 15 اكتوبر 2023
- الساعة:19:04:37 - الناقد برس/كتب/محمد علي محمد
نداء من الأحياء الشهداء إلى الأموات من الأحياء ، فهل من استجابة ولو على استحياء ؟
رأيت مشهداً أحرق قلبي و زاده فوق ألمه أشد إيلاماً ..
طائرة جهزها رجل أعمال صهيوني على نفقته الخاصة دعماً لإخوانه الأنذال، حيث دعا جميع الراغبين من الصهاينة في كل أنحاء العالم للإنخراط في صفوف جيش الإحتلال الصهيوني لقتل اخواننا في غزة و كل فلسطين المحتلة ، لتنطلق الطائرة من البيرو وعلى متنها أعداد كبيرة من المتطوعين مدنيين و عسكريين ( "الوجهة والهدف واحد" ، لذلك حين يقاتلهم إخواننا الفلسطنيين فهم يواجهون قاتلاً مجرماً مجهزاً وليس مدني أعزل يا عرب الإنبطاح و السؤددا)
يجيبون بملئ الفم ويصرحون بشجاعة حين يقال لهم : لماذا تجمعتم من كل البلدان وتتهيئون للذهاب إلى الأراضي المحتلة وفيها الموت الزؤام وكنتم في أمن و امان ؟
(( للحفاظ على دولتنا الصهيونية و لنصرة إخوتنا و لقَتل الإرهابيين الفلسطينيين المعتدين على أرضنا ))
أُنظروا كيف أنهم لم يخفوا هدفهم وهوياتهم ولا وجهتهم وبكل جرأة و تفاخر و بلا تفكير و اختيار ، بل بصلف و رد لا يشق له غبار ، ليرسلون رسالتهم للعالم أجمع عبر وسائل الإعلام ، متحدين المسلمين و المستسلمين ، ليسوا كحال ساساتنا و نخبنا الذين كنا نعدهم من المنصفين ، فإذا بهم يخشون قول الحق ونصرة أهل الحق الذي يحمله إخوانهم في المحتلة فلسطين ، لذلك تجدهم حين يُسئَلون أو ينشرون حول موقفهم من تطورات الصراع الحالي واشتداد المعارك ، وعن تصنيفهم للضحية و الجلاد ، إذا بهم يتمايلون و يتساقطون ، فلا تستشف من كلامهم منطقاً قوياً و لا رأياً منصفاً ، بل فلسفة ومغالطة و لفاً و دوران ، و تحايل و انفصام ..
إذن صَفُّوا آذانكم و اخرجوا من عباءة الخوف و الوهن أيها العرب والمسلمين و اعلموا ( أن لا أحد منهم مدني البَتَّه)
فهل بالله عليكم ، من أقسم منهم على خدمة إسرائيل ، و بإنه سيعود إليها حاملاً السلاح ليقتل به العرب والمسلمين نقول عنه مدني أعزل ومسالم مسكين !!
و مشهد آخر لكأنه يقول لنا ، كفى قهقرةً و خذلاناً أما هزتكم ضمائركم طوال عشرات السنين !!
و ذلك حين رأيت جيش الإحتلال الصهيوني يوزع السلاح على مواطنيه من الأطفال والنساء والمسنين ، و يقوم بتدريبهم على كيفية استخدام أنواع الأسلحة ليقتلوا بها الفلسطيين !!
فأين المدنيين في الموضوع يا حقوق الإنسان و يا من تدافعون عنهم من العربان ، يا من تستنكرون و تشجبون و ينتابكم القلق إن دافع فلسطيني عن نفسه بقتل عدوه ، وهم جميعهم محاربون لا مدنيين بل إن اغتصابهم أرضهم و استيلائهم على مزارعهم و مساكنهم جرم يُدان !!
و إذا بكم تصمتون و تبررون عن جرائم العدو الصهيوني وهم يَدُكُّون مباني الآمنين فوق رؤوس المواطنين المدنيين دكاً !!
و من الطبيعي أن ينبري صهاينة العالم المشتتون التائهون و حكامهم العنصريون ليقفوا مع بني صهيون بكل قوة و وضوح ، ولمصالحهم مع العرب و المسلمين غير آبهين ، "فمن يَهِنْ يُهَنْ" لذلك هم عن مصالحهم عند العرب والمسلمين مطمئنون .
لكن الذي ليس بالطبيعي ، وهو الجرم الأكبر ، حين ينطق بهذا العار عربان مشكوك في عروبتهم و من يدَّعون أنهم مسلمون و الاسلام منهم براء إلى يوم الدين !!
فأين ما يسمى بـ (محور المقاومة) الذي لم نسمع سوى صوت ضراط منهم ، وفقاعات صابون ، وخطابات الفاتحين ، وتظاهرات تهتف بالموت للمحتل ، لتمنح الإحتلال الحق والتأييد في حربه بحجة أن أهل فلسطين ليسوا أصحاب حق في الأرض بل هم أداة تحركها دول محور المقاومة للقضاء على شعب إسرائيل ، وكلما أشد صراح المحور ، ازاد الإحتلال تمكيناً و تجبر ، فما الذي تم تقديمه للمقاومة و لرجال المقاومة ، من قبل (محور المتاجرة ) بالقضية الفلسطينية و بدماء و أشلاء الضحايا في أبشع صورة للعهر السياسي
أين هم رجال الأعمال و تجار العرب و المسلمين من دعمهم و مساندتهم للفلسطينيين بكل وسائل الدعم بالمال والسلاح و الرجال ، كما يفعل رجال الأعمال والتجار الصهاينة الذين ينفقون أموالهم بشكل معلن و بسخاء لدعم الصهاينة و لأجل حشد المقاتلين ضد أبناء فلسطين !!
عار والله علينا جميعاً أن نقف صامتين أمام هذا الدمار و القتل الممنهج الخبيث والإجرام و التنكيل و التعذيب و التهجير والتجويع للأطفال و النساء و الشيوخ و الشباب ، ماذا ننتظر بعد أن منعوا عنهم الغذاء والدواء والكهرباء و الماء و الوقود و القصف ينهال عليهم صباح مساء !!
لذا ابتعدوا عن سياسة الأغبياء والتخوين لبعضكم والتبعية العمياء لعدوكم ، و جنبوا المواقف المتشددة تجاه فصيل أو جناح ما ، في ظرف كهذا ، لا يعفى رجل منكم إن صحة الكلمة فيكم ، من قيامه بالدور المطلوب منه تجاه إخوته و لسبب بسيط وهو أن الأمر إنساني ، و إن كان والله واجب ديني وفرض إلزامي ، للوقوف ليس مع أخيك المسلم وحسب بل لنصرة المظلوم أي كان من الظالم المعتدي ، أم أن الأمر رغم وضوحه كوضوح الشمس في كبد السماء قد أصبح صعب الرؤية و معقد لدرجة انكم لم تستطيعوا التفريق بين المجني عليه و بين الجاني ، بين من يقاتل دفاعاً عن أرضه و بين مجرم يقتل بالطول والعرض و مغتصب للأرض .
وخطته الشيطانية من تكثيف ضربات طيرانه الهستيرية على المساكن و المساجد و الجامعات وكل موقع في غزة ، و رمي آلاف القادفات المحرمة دولية في أقبح وأبشع جريمة حرب شهدها العالم ، كل ذلك ليمارس سياسة خبيثة حقيرة ، مستخدماً شتى أنواع الحروب القذرة خدماتية و نفسية و إرهابية لتضييق الخناق على أصحاب الأرض ، ولحشرهم في زاوية صغيرة تصغر شيئاً فشيئاً كلما أمعن و أثخن العدو المحتل في حربه ضد إخواننا المقاومين الصامدين ، تلك البقعة المظلمة ، لا نور يصلها و لا ماء يحيي من فيها ، بها مخرج واحد يؤدي لطريق قصير جداً بلا عودة ، ليغلق دونه الأبواب ليجدوا أنفسهم خارج حدود أرض فلسطين العربية ، تلك خططهم اللعينة ، أن يضطروا الفلسطيين إلى التهجير القسري !!
تلك أمانِيُّهُم و أَنَّى لهم ما يتمنون قاتلهم الله ، و بإذن الله سينصرهم على عدوهم و هذا وعد الله و لن يخلف الله وعده .
أخيراً .. أقولها بكل ثقة بالله و نصرته و عونه ، بالرغم من واقعنا المرير و ضعفنا أمام حقير ، و ذلنا و إذلالنا ، و بث الخلاف فيما بيننا و اختلافنا والكيد لبعضنا ، الا أني أشعر بالتفاؤل والأمل والقوة حين أسمع من مآذننا اصوات تريح القلب تنبعث من جميع مساجدنا ، يبتهل فيها المصلون بالدعاء لله لنصرة إخواننا المجاهدين في كل ارض فلسطين المحتلة ، و بهلاك المحتل الصهيوني اللعين و زواله ، اللهم آمين .
هذا النداء الذي اخترق آفاقنا
واستقر في قلوبنا و أسماعنا
لكأنه قادم من أرض أقصانا
و بغصة وكبرياء ينادينا :
أغيثونا إن كنتم لنا إخواناً
إن الله لا يحب كل خَوَّاناً
فاليوم إن تركتمونا و شأننا
لن نُهْزَمَ والله معنا و ناصرنا
فحياتنا جهاد و موتنا استشهاداً
كفاكم يا قادة العرب ذلاً وهواناً
ويامن تتخذون من الإسلام عنواناً
تذكروا بأن الظلم ظلمات قالها نبينا
وكما تُدِينُونَنَا اليوم تقرباً لأعداءنا
فغداً تُدَانُون من الرحيم الرحمنَ
وكل سيحاسبه الله جزاءاً و وفاقاً
والخيار لكم في تقرير مصيركم الآنَ
أما نحن فليس لنا خيار بل هو قدرنا
أن نمتطي الموت فاتحين فرساناً
لننتزع الحياة من المحتل انتزاعاً
فسلام لإخوة المليار والنصف سلاماً
وألف ألف تحية للرجال والله ناصرنا