كتب /ناصر التميمي
بينما كنت أسير في احدى شوارع مدينة المكلا مدينة الثوار التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورتنا السلمية المباركة في عام 1997م ،صدفة التقيت بزميل لي في الجامعة ايام الدراسة،والذي لم التقي به منذ ان انهينا الدراسة الجامعية قبل حوالي عشرون عاماً ،الا ان الصدفة جمعتنا ،حيث دار بيننا حديث مطول عن ايام الدراسة عندما كنا طلاب .
بينما كنت منهمكاً في الحديث معه فجأة قاطعني في الحديث وقال انت قيادي في الانتقالي ؟ رديت عليه بنعم اسود وجه وتغيرت ملامح وجه فجأة ولم ادري انا ماذا أصاب زميلي سألته هل تشعر بحمى سأقوم بإسعافك الى المستشفى ؟رد على بسرعة لا ،بعدها من خلال قراءتي جيداً لملامح وجه صاحبي الذي اعبس وجهه عندما قلت له انا قيادي في المجلس الانتقالي تأكدت جيداً انه يكره الانتقالي كره كبير ،فقدمت له سؤال ماهو انتماءك السياسي ؟ اجابني بتلعثم المجلس الوطني الحضرمي وبدأ يسهب لي في الحديث عن ان المجلس الإنتقالي مناطقي ،قاطعته بسرعة الإنتقالي ممثل للشعب الجنوبي ومفوض من قبل الشعب وبابه مفتوح للجميع اجرى حوار مطول مع الكثير من القوى الجنوبية المؤمنة بالقضية ووقع الميثاق الوطني الجنوبي الذي ظم أكثر من خمسة وثلاثين مكون جنوبي ،ومن لم يأتي سيذهب الانتقالي اليهم ولن بستثني احد قط .
بعد حوار مطول مع زميل الدراسة لم يقنعني ولم استطع اقناعه لأنه مشحون بإفكار خاطئة بحمى المجلس الكرتوني المسمى المجلس الوطني الحضرمي الذي لم يبقى منه الا الإسم ،هو ليس الوحيد من بني جلدتنا الذين مازالوا يرقصون على السلالم ويريدون العودة بشعب الجنوب الى عش باب اليمن وسوق الملح مرة أخرى ،ويتجاهلون ان شعب الجنوب قد شب عن الطود واختار طريق الحرية والكفاح ضد الاحتلال اليمني وقطع عهداً على نفسه انه لن يتراجع أبداً عن هدفه الذي رسمه وخطه بدماء الشهداء الزكية مهما كلفه ذلك من تضحية ،والله مصيبه كبيرة ان تجد مثقف ومتعلم جنوبي لايزال يغرد خارج السرب وكل ذلك من أجل المال السحت الذي يقدم لهم بسخرية على موائد العار والإهانة التي يقدمها اعداء الجنوب لمثل هؤلاء القوم الذين يساقون كقطان الماشية الى قصور اسيادهم لتقبيل احذيتهم وركبهم.
والله سواء رضي زميلي أو لم يرضى والكثير من امثاله من الجنوبيين بالواقع الموجود على الأرض من قبل المجلس الإنتقالي ،لن يغيروا شيئ فالجنوبيين حددوا هدفهم ولن يتراجعوا عنه حتى يتحقق ،وكل الدلائل والشواهد تقول ان المجلس الانتقالي الجنوبي يسير في الإتجاه الصحيح ،وخير دليل النجاحات التي تحققت من الزيارة التي قام بها الرئيس عيدروس الزبيدي للولايات المتحدة الإمريكية وجلوسه مع كثير من الوفود العربية والأجنبية التي تتفهم قضية شعب الجنوب ،فصراخ وعويل القوى اليمنية هو دليل قاطع على ان الجنوب بات على مرمى حجر من تحقيق النصر .
مثلما نجح المجلس الإنتقالي في لملمت الشتات الجنوبي سينجح بالتأكيد بإذن الله في التمكين على الأرض واستعادة المؤسسات والموارد ،وماجاء في كلمة الرئيس عيدروس الزبيدي أمام الجالية الجنوبية في نيويورك انه يستم اتخاذ قرارت هامة ومفصلية في تاريخ الجنوب يوحي ذلك ان القيادة ذاهبة الى استعادة الثروة والتمكين على الأرض والأيام القادمة ستكشف عن كثير من المفاجآت ،وما على الشعب الا وحدة الصف وربط الأحزمة والتهيؤ للمرحلة القادمة التي هي بمثابة المحاض الأخير قبل انبلاج شمس يوم النصر العظيم الذي ينتظره شعب الجنوب بفارغ الصبر ،اما الذين يحاولون الإصطياد في المياه العمره على حساب الشعب فمصيرهم مزبلة التاريخ وسيبقى الجنوب قوياً برجاله الأوفياء وسيصل الى مصاف الدول المتطورة بإذن الله ،أنا في ختام مقالي هذا اقول لمن لايزال يراهن على جر الجنوب الى مربع الفوضى والفرقة والشتات لقد فاتكم القطار ونحن هذا طريفنا الذب اخترناه وهو طربق الحرية والاستفلال رغم اننا نعلم جيداً أنه لبس سهلاً لن يكون مفروش بالورود والزهور فسرنا عليه ولن نتوقف عنه أبداً ، لأنه عهداً علينا قطعناه لدماء الشهداء الطاهرة .