في ركن صغير من سوق الخضار بمدينة سيئون، في وادي حضرموت، يجتمع عشرات المزارعين لبيع ما نضج من الرطب خلال موسم الصيف.
أصناف مختلفة تزخر بها الأراضي الزراعية في مناطق وادي حضرموت لإنتاج هذه الفاكهة الصيفية، وهو ما يؤكد استمرار الكثيرين بالاهتمام بالنخيل وعنايتهم به رغماً عن قلة المساحات الزراعية
يقف الفلاح "محمود بايعشوت" مع غيره من المزارعين في السوق لبيع ما تم قطفه من ثمار الرطب. تفاوت في الأسعار من نوع لآخر ووفقاً للعرض والطلب، بعدما مر التمر بمراحل للنضج بدءاً من بداية دخول الصيف وحتى قرب حلول الشتاء.
يشير "محمود" في تصريح مع "نيوزيمن" أن مراحل نضج الخريف تعتمد على درجة الحرارة التي قد تصل أعلاها إلى (44 درجة مئوية) وتصبح التمرة ذات شكل ومذاق وقيمة غذائية عالية. لافتا إلى أن موسم الرطب يستمر غالباً لمدة (3 أشهر) بتنافس بين أصحاب مزارع النخيل فيمن لديه الأفضل والأكثر والأندر.
فيما لفت البائع في سوق سيئون "محمد عباد" إلى أن مسميات النخيل المعروفة في وادي حضرموت، منها المجراف والمديني والجزاز والحمراء والعرقدي. ويتم بيع إنتاج هذا النخيل في السوق بأسعار منافسة. في حين أن أنواع الرطب الذي يباع بكثرة هو السكري الخلاص المسمى البرحي وعنبره وخضري وهي التي تلقى قبولاً كبيراً من المشترين.
واشتهر وادي حضرموت منذ القدم بزراعة النخيل واهتمام المزارعين في الحفاظ عليه لما له من قيمة غذائية وصحية لجميع أفراد الأسرة. وكان فصل الخريف موسم فرحة لديهم ليجنوا ويحصدوا جهدهم خلال فترة بدء ثماره في الاهتمام بالنخلة والحفاظ عليها ليكون الحصاد مفرحا يوم الحصاد.
ولكن في ظل التطورات وقلة الدعم الذي يحظى به المزارعون تراجع الاهتمام بالنخيل وتحولت المساحات المزروعة بالنخيل إلى عقارات بحسب ما أفاد المواطن "فهمي سعيد" لـ"نيوزيمن"..
وأشار إلى أن الواقع الحالي يتمثل في اقتلاع النخيل وتحويل الأراضي الزراعية إلى عقارية. موضحا أن هذا التحول له عواقب وخيمة مستقبلا بعدما كان الاكتفاء الذاتي للأسر على مدى عام متكامل من التمور.
وأضاف إن كلفة زراعة النخيل والاعتناء بها باتت مكلفة للمزارعين من حيث تهذيب وتلقيح النخيل خصوصاً مع حداثة الوقت الحالي وتطوره وعزوف شباب الفلاحين عن الزراعة.