كتب / العميد وهيب بن سلم
نحتفل اليوم بالذكرى التاسيسية 52 للجيش الجنوبي التي تصادف الأول من سبتمبر, حيث أعلن عنه مع تأسيس الصرح العلمي العسكري (الكلية العسكرية) في 1971/9/1م والذي كان يسهم برفد الوحدات العسكرية المختلفة بالكوادر العسكرية المؤهلة بالمعارف والعلوم العسكرية الحديثة.
من هنا كانت الانطلاقة لحركة تطوير الجيش الجنوبي لتأهيل وتطوير الكوادر العسكرية على مستوى عالي من المهارات القتالية واكتساب المعارف والخبرات و أيضا من خلال الدورات الخارجية في الدول الشقيقة والصديقة ليكون جيشاً جنوبياً من أكثر الجيوش العربية تأهيلاً وتسليحاً وتدريباً خلال الفترة منذ الاستقلال إلى الوحدة المشؤومة.
وبعد ذلك سعت عصابة المحتل إلى تدمير كل ماهو ناجح في جنوبنا و فكفكة منظومة المؤسسة العسكرية الجنوبية والأمنية بشكل متعمد وممنهج وهذه سياسات المستعمرين للهيمنة على الجنوب ونهب ثرواته ومقدراته ومحاولة طمس هويته الجنوبية .
قامت عصابات صنعاء باغتيال و إقصاء الكوادر الأكاديمية والقيادية والمؤهلة ليتسنى لها استكمال التدمير المخطط له في حلحلة و فكفكة الوحدات الجنوبية المتماسكة ضناً منهم – أنهم منتصرون ولا يعلمون أن الحق لايضيع مهما كان مكرهم وخبثهم و عنجهيتهم.
نتذكر اليوم كيف كنا بالأمس نحتفل بعد 1994 بذكرى تأسيس الجيش الجنوبي في ساحات النضال والحراك في العاصمة عدن وحضرموت وبقية محافظات الجنوب متحدين الآلة العسكرية للمحتل ولم تثنينا ولم ترعبنا لأننا أصحاب الحق والأرض الحقيقيين مهما زيفوا الحقائق مما زادهم توجس وخوف من نهوض المارد الجنوبي مجدداً إلى أن أقدموا على حرب 2015م لغزو الجنوب مرة أخرى وكانت درساً أن الجنوب اليوم يختلف عن الأمس في ظل مقاومة مسلحة وإرادة شعبية جرعتهم ذل الهزيمة وطهرنا معظم أراضي جنوبنا من رجس الطغاة المحتلين من عصابة وجماعات وتنظيمات معادية بفضل الله ثم جهود وتضحيات ابطالنا المقاتلين وحكمة قيادتنا السياسية العسكرية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي فقد صرنا نحتفل رسميا بهذه المناسبة الغالية بكل فخر تحت راية الجنوب في كل معسكراتنا و مواقع الشرف والبطولة.
من هنا كانت الانطلاقة في إعادة تأسيس وبناء مؤسسات الدولة القادمة ومنها المؤسسة العسكرية الجنوبية مجددا التي أثبتت محلياً وإقليمياً ودولياً أنها قوة لا يستهان بها بعد تلك الإنتصارات الاسطورية بل اننا شريكاً دولياً في مكافحة الإرهاب واستأصله من جنوبنا، وطمأنة الإقليم أننا معاً للحفاظ على الأمن الإقليمي وحماية الممرات المائية ضد أي تهديدات.
أننا اليوم نرى أمام أعيننا إعادة تنظيم وتأهيل وتكوين النواة الأساسية تتبلور لبناء جيش جنوبي قوي حديث متسلح بالعلوم العسكرية الحديثة والمهارات العالية والخبرات العسكرية وفق متطلبات المرحلة الراهنة.
تتجسد اليوم ذكرى في أسمى معانيها من خلال إعادة افتتاح الكلية العسكرية الجنوبية مجدداً و فيها دلالات كثيرة تحمل في مضمارها الإرادة والعزيمة الجنوبية لإعادة تأهيل وتخريج كوادر ذات مهارات وقدرات قتالية عالية لتدريب الأفراد وفق الأسس الحديثة للجيوش ، و أعيدت أيضا افتتاح مدارس ومعاهد العلمية منها معهد القادة والأركان ابتداء من قادة الفصائل والسرايا والكتائب تمهيدا لافتتاح كلية القادة والأركان في المستقبل القريب.
لن تقف عملية التطوير والتأهيل لقواتنا المسلحة الجنوبية بل ستواكب التطورات وكل جديد للمعارف العلمية العسكرية.
ولهذا يحق لنا اليوم أن نفخر مجدداً بالذكرى التأسيسية لجيشنا الجنوبي وما قدمه ويقدمه لأجل جنوبنا والاستفادة من الطاقات الشبابية وإعادة صقل وتنمية مداركهم إلى أن نصل لهدفنا المصيري .