كتب / ناصر التميمي
نحن في الجنوب ليس غريب علينا أن نجد من يتغير مائة وثمانون درجة عن موقعه الذي كانت ثابتا فيه إلى موقع آخر بجرد حصوله على حفنه من المال من هنا أو هناك ويرمي بالوطنية في ستين داهية أهم شي أنه يحصل على مآربه التي يبحث عنها في أسواق السياسة التي قال عنها يوما ما الزعيم تشي جيفارا بأنها لعبة خبيثة لا يتقنها الا رجل خبيث ،وفي مجتمعنا الجنوبي عانينا كثيرًا من أصحاب الوجوه المتعددة والبطون الجوفى الذين لا هم لهم إلا البحث عن المال والمناصب بأي شكل من الأشكال ،حتى ولو كان ذلك على حساب شعبهم مش مهم عندهم ،أهم شي أنهم يحصلون إلى مبتغاهم الذي يبحثون عنه فتجدهم يتلونون كالحرباء .
وبعد إعلان الوحدة المشؤومة نجح عفاش في شراء الكثير من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية بالمال والإغراءات وساعدوه في الحرب الظالمة التي اجتاحت الجنوب في عام 1994م وانتهت بإحتلاله .استبعد نظام صنعاء الكثير من هذه القيادات وأقصاها من المناصب بعد أن وصل إلى مبتغاه رمى بهم كقطف السيجارة بعد أن تنتهي يرمى به في الزبالة،وهكذا فعل الهالك عفاش مع الجنوبيين الذي خانوا شعبهم وساعدوه على اجتياحه .. والخائن دائما يكون هكذا مصيره في كل زمان ومكان .
ووعندما بلغت ثورة الحراك الجنوبي ذروتها وعجز نظام صنعاء عن اخمادها استخدم طريق آخرها معتقدا أنه سيقضي على هذه الثورة التي نمت في قلوب كل الجنوبيين التواقين للحرية والإستقلال ،مستخدماً المال الذي سال عنده لعاب كثير ممن اعتقدنا يوما انهم هم القيادات التي ستخلص الجنوب من براثن هذا الإحتلال الهمجي ،لكن للأسف الشديد انسلخ كثير من القيادات التي كانت مرتدية رداء الثورة زوراً وبهتاناً ورموا بأجسادهم في أحضان نظام الإحتلال اليمني الذي تغنى بهم كثيرا وفرحا فرحا عارما بهم معتقدا أنه قد قضى على الثورة ،وهذا وهم كان يراود المحتلين الذي ذهب إليهم بعض المرتزقة الباحثين عن المال الحرام الذي قدمه لهم والذين لا يمتلكون اي شعبية ،بل في الحقيقة كانوا عبء على الثورة إلا أن حقيقتهم انكشفت للجميع ،ورمى بهم الشعب وسارت الثورة في موكبها وازداد لهيبها في جميع مناطق الجنوب ومثل ما رمى نظام صنعاء بمن ساعده في السابق تخلص كذلك من الذين وقفوا معه ضد اردة شعب الجنوب حراكه المطالب لإستعادة الدولة .
واليوم عندما نجح المجلس الانتقالي في جمع أغلب المكونات الجنوبية وجمعهم في قاعة واحدة في العاصمة عدن ووقعوا على الميثاق الجنوبي بحضور الرئيس عيدروس الزبيدي الذي باركه العالم ،هذا طبعا أزعج بعض القوى المحلية والإقليمية التي أصيبت بإسهال شديد من هذه الخطوة الجبارة التي حققها شعب الجنوب وحامله السياسي ،سارع أعداء الجنوب إلى استقطاب بعض الأفراد الذي ينتمون إلى الأحزاب اليمنية وأعلنوا عن مكونهم الهزيل الذي أسموه مجلس حضرموت الوطني الذي باركته الأحزاب اليمنية بما فيهم المليشيات الحوثية ،والطامة الكبرى أنهم نجحوا في استقطاب البعض من الطفيليات الباحثين عن المال الذين كانوا يتغنون بالجنوب زورا وبهتانا ،وعندما قدم لهم المال نسوا الجنوب وشعبه وتحولوا إلى الضفة الأخرى ويريدون إعادة حضرموت إلى مربع العربية اليمنية اي وقاحة واي بلادة أصيب بها هؤلاء ونسوا التضحيات الغالية التي قدمها شعبنا ومازال يقدم الشهيد تلوا الشهيد ليس من أجل أن تعود إلى حظيرة باب اليمن وسيجد كل الذين باعوا أنفسهم من عباد الدولار في زاوية مغلفة منبوذين من شعبهم وغير مرحب بهم لأنهم تخلوا عن قضية شعبهم في الوقت الذي كان من الأجدر أن يكونوا في صف الثورة ،لكن للأسف الشديد أخذتهم حماقتهم إلى صف أعداء الجنوب تحت مشاريع زائفة يريدوا من خلالها جرنا إلى مربع دولة الغاب ،فهؤلاء سيندمون وسيعضون على اناملهم حيث لا ينفع الندم ،وسيرددون أخذوني لحماّ ورموني عظماّ وهذا مصير كل خائن .