تاريخ النشر: الجمعة 04 اغسطس 2023
- الساعة:22:43:03 - الناقد برس_كتب_أنور باكرمان
طائره الداش (7) 7o-ACK التابعة لطيران جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تهوي للبحر بالقرب من مطار عدن والقادمة من مطار الريان وتحصد اكثر من 40 راكبا من أصل 49 .عمر مديد باذن الله لاخي الاعلامي فضل العبدلي والحمدلله على السلامة والرحمة والمغفرة لضحايا سقوط الطائرة سؤالي اخي فضل.. هل لكم أنا تشرحوا لنا حكاية القصة الأليمة لهذه المناسبة ذكرى عيد ميلادك الثاني بالتفصيل ... ؟؟ وكيف كانت اللحظات الأخيرة قبل سقوط الطائرة ؟؟
في مثل هذا اليوم ال 9من مايو عام 1982 م
كنت على متن الطائرة الداش 7 كندية الصنع والقادمة من محافظة حضرموت ظهر يوم الأحد عند الساعة الوحدة وخمسة وثلاثين دقيقة لحظتها هوت الطائرة للبحر ,, بعد ان كنت في مهمة رسمية من قبل أدارة تلفزيون عدن لتغطية التحضيرات لانتخابات مجلس الشعب الأعلى , وكذلك إنتاج برنامج تلفزيوني يتحدث عن آثار وفنون ومتاحف وتراث ثقافي كبير تزخر به دور الثقافة في حضرموت ,كان بمعيتي مساعد المصور حسن سويد الله يرحمه , والأستاذ الصديق محسن أحمد لصور مدير عام برنامج التلفزيون ومعد البرنامج الذي توفاه الاجل قبل عامين رحمه الله , والكاتبة زهراء رحمة الله من وكالة أنباء عدن اللذان عادا الى عدن برا قبل يومين من عودتنا عبر الجو .
أقلعت الطائرة من مطار الريان عند الساعة 11,30 صباحا مدة الرحلة ع ما اتذكر ساعة ونصف .. وبعد مضي ساعة في الجو رن جرس من داخل غمرة قيادة الطائرة يطلب المضيف الذي كنت أعرفه من خلال رحلات سابقة ,ويذهب زكريا مهرولا الى كابتن الطائرة الملقب ( صالح بن بريس ) من أبناء الدرجاج محافظة أبين توفى لاحقا بمصر العربية رحمه الله ومساعده الكابتن قاسم مفلول من مديرية مكيراس مات أيضا قبل عام ونصف تقريبا في عدن رحمه الله ,,عاد زكريا بعد برهة من الوقت وشعور بأن هناك شيئا ما يحدقوا بنا وأسأله ايش الموضوع ؟
( الأ اننا حقيقي كنت أخاف جدا ركوب الطيران ) رد وقال لي يمكن نرجع حضرموت قلت له لماذا ؟ قال الأجواء في عدن ممطرة والرؤية منعدمة ولابد من تغير مسار الطائرة ! ما هي إلا دقائق ويرن الجرس مره أخرى ويذهب المضيف زكريا من أبناء المعلا رحمه الله الى كابينة الطائرة , ويعود الينا ب - ابتسامته الجميلة وطلته البهية وروحه المرحة , ولكن كانت هذه المرة ابتسامته مصطنعة أيضا بدأ العرق يتصبب مني بغزارة خوفا ورعبا مما ينتظرنا , تركت مقعدي في مقدمة الطائرة وذهبت الى صديقي الودود المضيف زكريا في مؤخرة الطائرة كان جالسا جوار المضيفة( ثريا ) رحمها الله يتحدثان بصوت خافت وملامحهم لم تروق الي برغم ابتساماتهم الخفيفة التي تنمو عن خوف من ما قد نتعرض له من وضع كارثي يبدو في الأفق , حاولت الدخول للحمام ولم اتمكن لان وضع الطائرة غير مستقر اي ما يسمى ( المطبات الجوية ) وكان الطيار قبل ان اقوم من مقعدي قد طلب من الركاب ربط الأحزمة, غير أن توجسي وخوفي جعلني اقوم من مقعدي تحت مبرر الذهاب للحمام الذي يقع في مؤخرت الطائرة .
عندما رآني المضيف لم اتمكن من دخول الحمام قام لي وقعدني بمقعده جوار المضيفة وكان ويداعبني بكلام فيه نكت وغير ذلك لعله يخفف من هلعي وتوتري , ولكنني كنت مرعوب وأشعر بأن هنالك ما ينتظرنا طالما والكابتن لم يمتثل للتعليمات بالعودة ل اقرب مطار .. سألت المضيف نحن فين الآن ؟ قال فوق شقره ! قلت له مش قلت لي أن البرج طلب من كابتن الطائرة العودة الى حضرموت قال لي نعم ,, قلت وكيف رفض الطيار العودة بنا وا لماذا ؟ .. أجاب المضيف بأن كابتن الطائرة ابلغهم بان الوقود لا يكفي للعودة الى المكلا !
عندئذ رن جرس الكابتن لثالث مرة وذهب مسرعا با إتجاه غمرة القيادة , ويعود الى عندي مبتسما غير انها ابتسامته هي الاخرى مصطنعة لم ترق لي أيضا ! قلت خير ايش في زكريا رد علي قائلا : تعرف تسبح يا فضل .. ؟! مع الاسف سقطت الطائرة للبحر الذي كنت أنا أحد ركابها الناجين ... الحمدلله علي السلامة