يجمع نشطاء ومسؤولون في محافظة المهرة، على أهمية وجود القوات السعودية في المحافظة، وذلك في إطار جهود التحالف العربي الذي تقوده المملكة لإنهاء الإنقلاب وإعادة الشرعية إلى اليمن .
ولا ينكر أي مواطن أو مسؤول في المهرة الدور الكبير للبرنامج السعودي لإعادة إعمار وتنمية اليمن، في تمويل وتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية التي تضررت جراء الإعصار المداري الذي إجتاح المدينة وخلف أضراراً بالغة .
وسردت قيادات أمنية ومحلية في المهرة، في أحاديث لـ(اليمن العربي) مبررات وجود القوات السعودية في المهرة التي ترتبط حدود برية مباشرة مع سلطنة عمان المستضيفة للعديد من القيادات الحوثية والراعية للقاءاتهم السياسية والعسكرية مع إيران .
مكافحة التهريب عبر عُمان :
وتتفق تصريحات تلك القيادات مع تصريحات محافظ المحافظة، راجح باكريت، لقناة العربية الإخبارية قبل أيام بشأن الدور العماني المشبوه وتورط المخابرات العمانية في إثارة الفوضى وإقلاق السكنية بالمحافظة خدمة لإيران وقطر .
يقول المسؤولون الذين أصروا على عدم ذكر هويتهم، أن سلطنة عمان حولت المهرة خلال سنوات الأزمة التي لازالت مستمرة، إلى منفذ لتهريب المخدرات والسلاح الإيراني لميليشيا الحوثي الإنقلابية، الأمر الذي أطال آمد الحرب في البلاد .. مشيرين إلى أهمية تواجد القوات السعودية في المحافظة لتأمين شواطئ المحافظة وحدودها البرية مع سلطنة عمان ومنع عمليات التهريب التي تتم لصالح الميليشيات الإنقلابية .
وكان محافظ المهرة، راجح باكريت قد إعلن في تصريح لقناة العربية، عن تورط وكيل المحافظة السابق، علي الحريزي، ومسؤولين ممن فقدوا مصالحهم وبالتعاون مع رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، بتسهيل دخول خبراء من إيران وحزب الله إلى الميليشيات الإنقلابية .. مؤكداً أن العاصمة العمانية مسقط هي مركز التأمر على محافظة المهرة بالتعاون مع الحريزي الذي يقيم فيها ويدير غرفة عمليات منها لإثارة الفوضى في المحافظة .
وأشار محافظ المهرة، إلى أن هناك 400 كم حدود صحراوية تربط المهرة بسلطنة عُمان، تستخدم لتهريب السلاح والمخدرات إلى الحوثيين إلى جانب الحدود البحرية التي تبلغ طولها 570 كم .. مشدداً على ضرورة تعزيز القدارت الأمنية للمحافظة من قبل التحالف العربي لمحاربة التهريب والتدخلات الخارجية .
ووجهت الحكومة الشرعية، إتهاماً صريحاً للحريزي بإثارة الفوضى وإقلاق السكنية العامة في المحافظة، وأكدت أن السلطات الأمنية لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ بحقه الإجراءات الرادعة .
كيف تتم عملية التهريب :
بحسب المسؤولون الأمنيون، فإن عمليات التهريب تتم بواسطة قيادات محلية وقبلية لها ثقلها في المحافظة، إبتداءاً من سلطنة عمان مروراً بالمهرة وصولاً إلى وادي حضرموت الذي لازال يخضع لسيطرة القوات الموالية للإصلاح .
وأضاف المسؤولون أن قيادات عسكرية بالمنطقة الأولى في سيئون هي من تسهل عملية تهريب السلاح والمخدرات عبر وسطاء محليون مروراً بمحافظة مأرب التي يتواجد فيها العديد من القيادات الأمنية الموالية للإخوان .
ولفت المسؤولون إلى أن عمليات الضبط التي شهدتها محافظة مأرب دليل على إستخدام المهربين للطرق المارة من المحافظة لتهريب الخبراء والسلاح والمخدرات للميليشيات الإنقلابية .. مضيفين أن النقاط الأمنية في مأرب ضبطت العديد من القيادات الحوثية البارزة التي حاولت المرور عبرها قبل أن تتدخل قيادات عسكرية وأمنية وتقوم بالإفراج عنهم والتكتم إعلامياً عن الحادثة .
تورط قيادات في الشرعية :
المسؤولون أكدوا للموقع أن هناك قيادات في الشرعية من المنتمين لتنظيم الإخوان يدعمون تحركات الحريزي خدمة لقطر التي يوالونها على الرغم من تواجدهم في العاصمة السعودية الرياض .
وألمح المسؤولون إلى أن شخصيات مقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي، يعتقد أنه نائبه، الفريق، علي محسن الأحمر، وآخرون في مكتب الرئيس، متورطون في الأحداث التي تشهدها محافظة المهرة .. لافتين إلى أن الشرعية لازالت صامتة إزاء هذه التحركات الفوضوية التي تدعمها قطر إعلامياً ومالياً .
ويشير المسؤولون إلى أن هناك تحذيرات غير مباشرة من إطلاق أي تصريحات مسيئة لقطر أو تكشف دورها المشبوه في المحافظة عبر أذرعها الحريزي وغيرهم من المنتمين لحزب الإصلاح .. موضحين أن اي إستهداف علني لقطر قد يعني الإقالة .
عُمان تستغل مدعوا السيادة :
في المقابل، يقول نشطاء وسياسيون محليون أن عُمان ومن ورائها قطر وتركيا تستخدم من أسموهم "مدعوا السيادة" لإثارة الفوضى وإستهداف التحالف العربي .. مؤكدين أن هذه الأعمال لا تخدم أحداً إلا العدو الأول لليمن والمنطقة ميليشيا الحوثي وإيران .
وكشف الشيخ القبلي، جمعان المهري، أن مدعي الوطنية والسيادة الذين يقودون الفوضى بالمحافظة يسعون للحصول على جنسيات دول أخرى .. لافتاً إلى أن أحد مدعي الوطنية ومسؤول عن الفوضى، يدعى أحمد بلحاف يطالب بجنسية أخرى غير الجنسية الوطنية هي الجنسية التركية .
من جانبه، قال الناشط يعقوب الحميري، لـ(اليمن العربي) أن عُمان تستغل لإثارة الفوضى في المهرة مثل شخصيات ليس لديها أي إنتماء وطني وتدفع لهم مبالغ مالية لحشد البسطاء والتظاهر تحت مسمى حماية السيادة .. لافتاً إلى أن قطر متورطة أيضاً بهذا الإستغلال .
وتساءل الحميري، كيف يمكن لهؤلاء المتظاهرين الحديث عن السيادة اليمنية، في وقت يرفع الكثير منهم أعلام الدولة المهرية التي كانت قائمة في السابق ؟! .. مستطرداً أن هناك مشكلة لدى هؤلاء في معنى السيادة الوطنية .
ويشير الحميري، إلى أن وجود مثل هؤلاء المدعين يستوجب بقاء القوات السعودية لتدريب وتجهيز قوات أمنية تحمي المحافظة من العبث العماني القطري الذي يخدم أهداف إيران في المنطقة وأذرعها ميليشيا الحوثي الإنقلابية في اليمن .