كتب /ناصر التميمي
على مدى الأيام القليلة الماضية دفعني فضولي الصحفي إلى القيام بجولة في عدة مدن ومناطق حضرمية لإجراء لقاءات مع مجموعة من المواطنين ومناقشتهم حول الوضع السئ الذي تعيشه محافظتنا الحبية ودور السلطة الضعيف تجاه حلحلة ملف الخدمات الشائك لاسيما الكهرباء والمياة وهلمجرا من القضايا الأخرى المطروحة على طاولة الجهات المسئولة ، حيث قدم كل من التقيتهم انتقادا شديدا ضد العبث الممنهج الذي تقوم به سلطة حضرموت التي سغلت نفسها بأشياء عبثية وتخلت عن مسئوليتها الموكلة إليها لاسيما الخدمات التي تحرقنا نارها الملتهبة بفعل فاعل لايريد للشعب أن يحصل على ولو الحد الأدنى من الخدمات خدمة لأجندات أسيادهم في العربية اليمنية ،وطز فيك باشعب حضرموت ،اهم شي تأكل قطعانهم من الضباع المسعورة ويروح الشعب المسكين في ستين داهية .
وبما أنني صحفي انتمي الى هذه الأرض ولا أملك سوى القلم سلاحي الوحيد الذي عاهدته منذ الوهلة الأولى التي بدأت أناملي في كتابة أول مقال لي قبل حوالي خمسة وعشرون عاما أن لا استخدمه الا أجل من الشعب وفي خدمة قضايا الشعب الغلبان ،وان لا أكون في اي يوم من الأيام بوقا رخيصا لأي مسئول فاسد أو خائن أو عميل من أجل المال المشبوه مثل ما يفعل ضعفاء النفوس ،ولا يزال قلمي حتى اليوم سهما خارقا وخنجرا حادا في مقارعة الظلم والفساد ومدافعا عن شعب الجنوب الأبي وقضيته العادلة ماحييت ،وانا في مقالي هذا المتواضع سأتحدث فيه اليوم بالفم المليان ولست خائفا عن العبث الحاصل من قبل سلطة المحافظة التي اكلها الصدأ وهي قابعة على الكراسي دون أن تقدم أي حلول نانجعة لإنقاذ المواطن الحضرمي الذي يئن ويكابد الويلات جراء الحرب المفروضة عليه من قبل الجهات المعنية التي لا تهتم بأمر المواطن المسحوق والمغلوب على أمره الذي يذبح كل يوم بالمعاناة الكبيرة التي وقعت على كاهله ،فيما تقوم هذه السلطة بإهدار الملايين من الريالات في مهرجان البلدة المفترى عليها زورا وبهتانا ،لقد كان أجدادنا يحتفلون بموسم البلدة بطريقتهم الخاصة وبهدؤ تام دون ضجيج اعلامي فضفاض لاقيمة له ولا طعم في هذا التوقيت الذي يعيش فيه شعبنا أسوأ أزمة في تاريخه ،الا صرف الأموال الطائلة للمطلبين وحاملي المباخر وضاربي الدفوف ونافخي المزامير الذين يفرحون بمثل هكذا مواسم من أجل تحقيق مآربهم الشخصية وإشباع بطونهم الجوفى التي لاتشبع والاستعراض بالصور .
نحن لسنا ضد مهرجان البلدة فحسب ،بل نقول إن التوقيت غير مناسب للإحتفال بمثل هكذا مهرجانات في ظل الوضع المزري الذي نعيش فيه اليوم بسبب سياسة القوى المعادية لشعب الجنوب وحجم المعاناة الشديدة التي وصل إليها شعبنا في حضرموت فإذا لم تعلم الجهات المعنية بأن هناك اسر حضرمية لاتجد قوت يومها ولا مصاريف اولادها ولا ولا ،فاننا نذكرهم اذا كانت عيونهم عليها نظارات سوداء لايرون وآذانهم بها صمم فإننا نقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وعودوا الى رشدكم واتركوا الإستعراض والمهرجانات العبثية وانتظروا إلى الأسر الغلبانه والتي تعيش في فقر مدقع وسخروا هذه الأموال لتوفير لقمة العيش لهم وامسحوا غبار العناء الشديد من على وجوه الثكالى واليتامى وذوي الهمم .
اليوم السلطة في حضرموت في تعيش في واد الرقص والغناء والترف واللهو وتركوا الشعب وحيد في بحور المعاناة تتقاذفه الأمواج العاتية من كل الجهات ومسئولينا بالثياب الفارهة والطاولة أمامهم ملفوفة بما لذ وطاب من العصائر والشراب على خشبة مسرح مهرجان البلدة مع الهواء العليل الذي ترسله لهم امواج البحر مع انغام الطرب وأصوات الفنانين الشجية ،والشعب يكابد الليل الطويل في الحر الشديد والحاجة الملحة لكسرة الخبز ولو مر عليها عام كامل مش مهم المهم أنه يجدها ليسد بها جوع أولاده وطز في اي مسئول لايهتم بمعاناة الشعب مهما كان منصبه ،ياجماعة ليس من المعقول أن نرى شعبنا يعيش في مأساة ونرى مسئولينا يصرفون الأموال في غير مكانها .
الشارع الحضرمي أصيب بصدمة شديدة من العبث الذي تقوم به السلطة بإهدار خيرات بلاده في مهرجانات عبثية لن تجني منها حضرموت شئ سوى مزيدا من المعاناة والتدهور في الخدمات ، وهو يراقب الوضع عن كثب ويتضور جوعا لكن لا حياة لمن تنادي ،وما نراه اليوم فإن السلطة محفشة على الفساد والشعب يغلي بسبب تدهور الخدمات والإرتفاع الجنوني في الأسعار ،وصبره لن يطول ،فقد ينفجر بركان ثورة الجياع الحضرمية في اي لحظة وعندها لن ينفع الندم ،وان غدا لناظره لقريب .