تاريخ النشر: الاحد 09 يوليو 2023
- الساعة:22:53:25 - الناقد برس_كتب_ د. عيدروس نصر.
كانت فعاليات يوم الأرض الجنوبي في محافظة حضرموت بعاصمتها ومدنها ومديرياتها وأريافها برهانا آخرَ على أن حضرموت عضو لا يقبل الانفصام عن الجسد الجنوبي الواحد الممتد من أرخبيل حنيش وباب المندب، حتى قشن وصرفيت في المهرة ومن أرخبيل سقطرة حتى صحراء العبر وثمود في حضرموت نفسها.
فعاليات يوم الأرض الجنوبي، التي يحتفل بها الجنوبيون على طول وعرض الجغرافيا الجنوبية، ليست جديدة لكن ما ميز فعاليات هذا العام في حضرموت أنها تأتي في ظل ضجة مفتعلة اصطنعها المحبطون من تنامي الإصرار الجنوبي على الحرية واستعادة السيادة الجنوبية، والمتضررون من المشروع الجنوبي المتجسد في استعادة الدولة الجنوبية ومن وحدة الصوت الجنوبي وعدم قابلية الجبهة الجنوبية للاختراق والتصدع، بعد فشل سياسة دق الأسافين ومحاولات استنساخ مكونات جنوبية مصنعة معملياً، فراح هؤلاء المحبطون يبحثون عن ضالتهم في حضرموت، لكن الرد جاء من الغالبية الحضرمية صاخباً ومدوياً: حضرموت جنوبية، وحضرموت لن تكون إلا قاطرة المشروع التحرري الوطني المدني الجنوبي.
لا يمكن إنكار محاولات إفشال فعاليات يوم الأرض في بعض المديريات التي تنتشر فيها قوات ألأشقاء الشماليين، وبالذات مدن المنطقة العسكرية الأولى وسيؤون ومدن الوادي تحديداً التي شهدت مواجهة مسلحة إريقت فيها الدماء وسقط فيها خمسة من الجرحى برصاص قوات المنطقة العسكرية الأولى، لكن حتى هذه المحاولات الدموية لم تنجح في كسر إرادة ابناء حضرموت، بل زادتهم صلابةً وإصراراٍ على التمسك بهويتهم الجنوبية وتميزهم الثقافي والتاريخي.
فعاليات حضرموت بيوم السابع من يوليو، الذي حوله الجنوبيون من ذكرى بغيضة تتصل بيوم إسقاط الجنوب بأيدي قوات الغزو الهمجية التي حولت الجنوب إلى غنيمة حرب بيد المناصرين الغزاة، هذه الذكرى البغيضة التي حولها الجنوبيون إلى مناسبة لتجسيد تمسكهم بأرضهم وهويتهم وتاريخهم واستقلالهم ودولتهم، أقول هذه الفعاليات مثلت استفتاءً مباشراً على تمسك أبناء وبنات حضرموت بهويتهم الجنوبية وانتمائهم إلى التاريخ والثقافة والجغرافيا والذاكرة التاريخية الجنوبية التي لا تمحوها المؤامرات ولا تغمرها أتربة وأبخرة الدسائس ودخان المشاريع الكسيحة التي لا غاية لها سوى تمزيق الصف الجنوبي واستبقاء إرث تحالف 7 يوليو البغيض بعد أن جفت مصادر استسقائه وذبلت حشائشه وماتت عروقه، وبعد لفظته التربة الجنوبية التي لا تستصيغ الحشائش والأعشاب الضارة والسموم القاتلة
إنها حضرموت التاريخ والحضارة والإباء والعطاء والصمود الذي لا يلين والإرادات الحديدية التي لا تقهرها المسوخ ولا تكسرها أدوات القهر والإكراه