تاريخ النشر: السبت 24 يونيو 2023
- الساعة:13:23:51 - الناقد برس_كتب_نصر هرهره
ان تبيان أولوية قضية شعب الجنوب في العملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة امر يحتاج الى جهد ذو عمق سياسي ليس نظري فقط ولكن يجيب عن القضايا الملحة التي لا ينبغي ان تغيب عنا بل يجب ان تجسد في اجندة الفعل السياسي الدائر ومع قناعتي التامة بان ما آلت اليه الامور (ما تطلق عليه الامم المتحدة ب الحالة اليمنية ) هو سبب فشل مشروع اعلان الوحدة وفشل الدولة التي انتجها ذلك المشروع لعدم واقعية المشروع نفسه بسبب الاختلافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاختلافات المذهبية واختلاف الهويات …الخ من جهة.
وعدم وجود امكانيات وقدرات لإدارة مثل هذا المشروع الكبير بما يحمله من تنوع وتعدد وقبل كل ذلك عدم قناعة القائمين عليه، فيه وعدم قدرة البلدين على ادارته وكان الهدف منه أي اعلان مشروع الوحدة ان يتم تحت شعار هذا المشروع القضاء على دولة الجنوب ومؤسساتها وهوية الجنوب وضمه و الحاقه بنظام الجمهورية العربية اليمنية وهذا ما تم بالفعل في حرب 1994 م هذا النظام الذي فشل في الادارة بل وانهار من جهة اخرى.
ان اهمية أولوية حل قضية شعب الجنوب عن باقي القضايا ينبع من كون مخرجات ذلك الحل ستكون مدخلات لحل بقية المشاكل كما بينت ذلك تجربة حوار موفنبيك ومع ذلك فانني اعتقد ان هناك مزيد من الأدلة يمكن ان تقدم للراعيين ولمختلف الاطراف (وضع تحت هذا خطين) التي تفضي الى اثبات ان عمق ومضمون و جوهر الصراع هو فشل مشروع اعلان الوحدة وفشل وانهيار الدولة الذي انتجها ذلك المشروع.
وهذا الفشل والانهيار الذي اوجب استعادة دولة الجنوب وايضا دولة الشمال اي عودة الوضع الى ما كان عليه قبل اعلان مشروع الوحدة في 22 مايو 1990م وان طرفي التفاوض الرئيسيان هما الجنوب والشمال وليس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والحوثيين لان المشكلة بينهما هي نتيجة لفشل مشروع الوحدة وانهيار دولة ذلك المشروع وليس العكس.