د. صبري عفيف العلوي
لقد انتهج شعبنا في الجنوب استراتيجيات ثنائية في مسيرة ثورته التحررية، وتلك الاستراتيجيات أربكت الخصوم السياسيين في اليمن، وغيرت مسارات الأحداث، وصنعت تحولات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري الأمني في الجنوب.
ولأهمية تلك الاستراتيجية الثنائية سنتناولها كلا على حدة.
أولا : ثنائية ( التصالح والتسامح) و (النضال السلمي)، تلك هي المحطة الأولى التي شكلت محورا رئيسا لثورة شعب الجنوب منذ انطلاقته ،إذ أن القاعدة الفولاذية التي امتدت مساحتها بشكل رأسي وأفقي، لتصنع مسارات السلام والاطمئنان بين أبناء الجنوب، لمواصلة مسيرة النضال، فكانت مسيرة النضال السلمي الجنوبي الجماهيري والنخبوي نتيجة طبيعية تولدت من تلك الثنائية الممتدة على امتداد أرض الجنوب، لتصنع حركة نضالية نحو بناء السلام داخل المجتمع الجنوبي في الداخل والخارج، وقد رسمت تلك الثنائية لوحة وطنية جميلة منقطعة النظير، وبلغت مداها حتى أنها سبقت كثير من الحركات التي تولدت عبر الاستنساخ في كثير من الأقطار العربية، رغم ذلك الاستنساخ لكنها لم تكن ناضجة بنضج تجربة شعب الجنوب، لكونها كانت ناقصة أركانها وثنائيتها.
ثانيا : ثنائية ( الحوار الوطني) و ( الهيكلة) كانت هذه الثنائية هي المحطة الثانية من مسار ثورة شعبنا في الجنوب، فالحوار الوطني النخبوي والجماهيري كان حدثا تاريخيا اربك الخصوم السياسيين للجنوب وافقدهم البوصلة وصاروا يستكثرون على شعبنا تلك القيمة الحضارية التي نصت عليها الديانات السماوية والتشريعات البشرية، وكانت عملية الهيكلة الإدارية والتنظيمية للمجلس الوطني الجنوبي أثرا كبيرا في صناعة التحولات الكبرى في مسار ثورتنا واستعادة وبناء دولتنا المستقلة.
ونحن في قادم الأيام باذن الله في ترقب وانتظار للثنائية الثالثة، والمتمثلة في ( الشراكة الوطنية) و (بناء الدولة) وتلك هي ثنائية الفصل الأخير ، للانتقال من الثورة واستعادة الدولة إلى مرحلة بناء الدولة.
طوبى لك أيها الشعب الجنوبي العربي الأصيل، ظلمت فقاومت، وصبرت ونلت وأن غد لناظره لقريب.
العاصمة السياسية عدن