بادروا بالحلول ولا تنتظروها من بقايا الفلول
تاريخ النشر: السبت 04 مارس 2023
- الساعة:00:34:08 - الناقد برس_كتب_عبدالله الصاصي
صبرتم بما فيه الكفاية كي لايقال انكم متهورين في اتخاذ القرارات رغم حجم المعاناة التي طالت شعبكم فلا تظنوا العالم لم ير ويسمع صراخ شعبكم ولم يدرك انكم تكتمون غيظكم وتتحلون بالصبر لتثبتوا للعالم انكم دعاة حق فقد وصلت الرسالة ولكنهم لا يريدون سماعها طالما ونحن في زمن الخذلان وعلو المصالح على الانتصار لقضايا المظلومين .
ليس كل الحلول تاتي بالتروي وان كان هذا عين العقل ولكن مع من ترون فيه الجدية في الدفع بالحلول التي تناسب تطلعاتكم التي بذلتم لاجلها ما لا نستطيع حصره ويعلم به القاصي والداني ، فبعض المواقف حلولها تتطلب اليقضة السريعة في الحسم ليعرف الخصم انكم تمتلكون القوة الى جانب التمرير لبعض الامور احتراماً وتقديراً ومن نازع ماتحملونه من قيم ومبادئ اصيلة فطرية .
لا احد ينسى ذلك اليوم الذي اعلنتم فيه الادارة الذاتية لحكم المحافظات الجنوبية والذي كان قراراً صائباً وتراجعتم عنه احتراماً وتقديراً للاشقاء وهم يمنيانكم ببلوغ مرامكم فلبيتم الدعوة وخذلتم شعبكم ولم يخرج عن طوعكم رغم المبررات الواهية التي لايقبلها عقل ولا منطق ولكنه استساقها على مضض وفي الوقت التي كنا اقل تنظيماً واقل تعداداً للجيوش والسلاح بعكس ما نحن عليه اليوم من انفتاح على العالم سياسياً ، وما نمتلكه من قوات عسكرية مدربة جاهزة لعملية حسم المعركة مدعومة بشعب جبار قابل للتضحية في سبيل خلاص الارض .
اننا وفي ظل الزخم الكبير من التفاعل الجدي مع قضية واستقلال الجنوب العربي الذي اصبح الخيار الاوحد الذي لارجعة عنه ، بعد نفاذ الصبر على من ظلوا يكيلون لنا بالوعود العرقوبية من التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية التي فقدت مصداقيتها واختل ميزان قواتها العسكرية حتى تهالكت لتصبح عديمة الجدوى في الاعتماد عليها لتحقيق اي نصر على قوات الحوثيين التي احكمت السيطرة الكاملة على اراضي الجمهورية العربية اليمنية وفي نهاية المطاف وبعد الهزيمة والهروب من ارض المعركة للمهزومين واستقبالهم من قبل شعب الجنوب لاجئين حتى تتحرر ارضهم او يقضي الله امراً كان مفعولا وبعد انحسار عاصفة الحزم التي جاءت لتقليم اضافر الحوثي والقضاء على المد الشيعي ولم تستطع وخضع المروجون لها ومن قاموا بها لابتزاز الحوثيين والسماع لقولهم وتنفيذ طلباتهم بدون قيداً او شرط وما راينا من عاصفة حزمهم الا سماع ازيز الطائرات والضرب بصواريخ لم تصل لاهدافها ودعم بلاحدود لجيش لم يستطع النفاذ والسيطرة على منطقة واحدة في المناطق الشمالية ليعاود الكرة نحوا المناطق المحررة لنهب الثروات في الارض الجنوبية ،ولم نر من التحالف الذي تقوده الشقيقة السعودية الا ارسال المنبطحين المهزومين من الفلول الى قصر معاشيق لاذلال شعب الجنوب وتجويعه والسعي لتاخير حسم قضيته التي اجمع عليها قبل دخول عاصفة الحزم ارض المعركة الصورية الا ماقام به شعب الجنوب من جهود لتحرير ارضه ،وكان حقاً على الاشقاء تقدير ذلك الجهد بالدعم السخي الغير مشروط بالنظر للقضية الجنوبية بعد تحرير صنعاء من الحوثيين وقد عجزوا عن ذلك في ثمان سنوات .
العجيب في امر الاشقاء انهم يفاوضون الحوثيين من جهة ويفتحون له الممرات لاستلام الاسلحة ويدعون انهم يحاربونه من جهة اخرى وهذا مالا يفهمه لبيب العقل ،وفي المقابل يريدون ان يظل الجنوبيين في خطوة محلك سر ، ولا يتقدمون في قضيتهم التي نعتبرها ناجحة بكل المقاييس والمؤشرات على الارض في الداخل وفهم القضية وبروزها سياسياً في الخارج ولم يتبق على الاشقاء في المملكة الا ان يلملموا بقايا الفلول الهاربين وتحميلهم على اي مركبة وابعادهم عن قصر معاشيق والزامهم بالذهاب لتحرير ارضهم وممارسة السياسة من عليها ويتركون الجنوبيين وشانهم وهم اعلم من الدخيل بحل قضاياهم ،وعلى الاشقاء الاسراع في ابعاد من لايريدونهم الجنوبيين على ارضهم بعز وناموس قبل ان يخرجوا منها اذلاء صاغرين والحليم تكفيه الاشارة .