الأقربون أولى بالمعروف يا صراري !
كتب / أحمد حرمل
أمس الأول تابعت برنامج بتوقيت عدن من قناة “الغد المشرق” الذي استضاف الأستاذين علي الكثيري المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي وعلي الصراري الذي يتم تقديمه كمستشار سياسي وإعلامي لمجلس الوزراء للحديث حول اتفاق الرياض .
وفي حقيقة الأمر استفزني طرح الاستاذ علي الصراري مثلي مثل أي جنوبي .
الاستاذ علي الصراري المستشار الذي لا يستشار عكس بطرحه حالة الانفصال عن الواقع المعاش على الأرض هذه الحالة التي يعيشها الصراري ليست استثنائية فهناك الكثير ممن كنا نظن انهم نخبة سياسية متميزة عن غيرها لازالت قابعة في مربع ما قبل حرب غزو الجنوب الثانية عام 2015 .
فعندما يكون الأمر متعلق بالجنوب فلا تجد بأن هناك فرق بين علي الصراري أو شوقي القاضي أو عبدالملك المخلافي أو عبدالعزيز جباري من منطلق أنا وأخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب والجنوب في هذه الحالة هو الغريب الذي يجب عليهم أن يتحدوا ضده .
أن حديث الاستاذ علي الصراري لا يجب أن نمر عليه مرور الكرام فما طرحه في إجاباته على أسئلة مقدم برنامج بتوقيت عدن الزميل أحمد الكندي بحاجة إلى تفنيد.
سأبدأ تفنيدي بالتالي :
كان الاستاذ علي الصراري في موقف لا يحسد عليه حيث كان يتحدث عن اتفاق الرياض وهو يجهل بنوده وحاول تغطية جهله بنص اتفاق الرياض في قضايا لا تمت للاتفاق بصله ولا وجود لها الا في مخيلته الأمر الذي جعله يطرح قضايا هي في الأساس من بناة أفكاره وجهله الواضح ببنود اتفاق الرياض جعل مرماه مفتوحاً أمام الاستاذ علي الكثيري .
فعند حديثه عن الجانب العسكري تحدث عن دمج القوات المسلحة والأمن مع أن هذا الأمر لم يورد في بنود اتفاق الرياض ولدحض ما طرحه الصراري لا أود أن اجتهد وأقع بنفس الخطأ الذي وقع فيه ولذا ساورد ما جاء في اتفاق الرياض بالنص فبعد الديباجة
ورد التالي :
(2- إعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع حسب الترتيبات العسكرية الواردة في الملحق الثاني بهذا الاتفاق .
3. إعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية حسب الترتيبات الأمنية الواردة في الملحق الثالث بهذا الاتفاق.)
وطبعاً هناك فرق كبير بين إعادة تنظيم وبين الدمج .
وهناك فقرة أخرى وردت في الملحق الثاني وهي على النحو التالي :
4. توحيد القوات العسكرية الواردة في الفقرة (3)، وترقيمها وضمها لوزارة الدفاع وإصدار القرارات اللازمة، وتوزيعها وفق الخطط المعتمدة تحت إشراف مباشر من قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، خلال ستين يوما من تاريخ توقيع هذا الاتفاق.
الفقرة أعلاه تؤكد مصداقية ما قال الاستاذ علي الكثيري توحيد وهناك فرق كبير يا صراري بين توحيد ودمج .
هذا من حيث بنود اتفاق الرياض واذا ما تحدثنا بالعقل والمنطق بأن الحديث عن دمج القوات حديث لا يخلو من الجنون فكيف يتم دمج قوات في جبهات ومتاريس القتال للعام السابع ، هذه القوات لا تعرف غير النصر صقلتها المعارك وتمرست في ميادين القتال ، قوات موحدة العقيدة العسكرية منسجمة ، لها قيادة موحدة وحاضنة شعبية وأرضها تقاتل معها ، قدمت قوافل من الشهداء والجرحى مع قوات مهزومة مترهلة ، قوات 70 % منها وهمية وباعتراف وزير الدفاع السابق المقدشي ناهيك أن الجنوبيين لديهم تجربة من الوحدة وكيف تم التآمر على الألوية الجنوبية التي انتقلت إلى الشمال بعد إعلان الوحدة حيث تكالبت عليها قوى الشمال العسكرية والقبلية والدينية وكيف تم ضربها في عمران وحرف سفيان وذمار ويريم تمهيداً لشن حرب غزو الجنوب عام 94 .
فكيف يتم الدمج يا استاذ علي أمانة عليك حتى في كرة القدم اللاعبين غير الجاهزين فنيا وبدنيا وذهنيا يتم استبعادهم وان جازف مدرب بإشراك واحداً منهم فان الهزيمة في هذه الحالة أمر منطقي .
واتمنى من الاستاذ علي الصراري أن لا يهدر وقته وجهده في دمج القوات الجنوبية مع القوات الشمالية وأن يوفر الوقت والجهد ويسعى لوحدة القوات الشمالية في تعز والساحل الغربي فالاولى دمج قوات طارق والمقاومة التهامية وما يسمى بالجيش الوطني وقوات يفرس التي يقودها حمود المخلافي والمقاومة الشعبية فالاقربون اولى بالمعروف يا استاذ علي .
اما قول الاستاذ علي الصراري أن المخاوف من حرف مسار المعركة جنوبا بأنها مخاوف غير حقيقية لان لا احد يفكر في مهاجمة الجنوب وقال هذا جازماً ولا ادري هل لديه تطمينات من القوى التي حاولت مراراً وتكراراً إسقاط عدن واستقدمت قوات ومسلحين قبليين من مأرب إلى محافظتي شبوة وأبين ويبدو بأن ذاكرة الاستاذ علي الصراري مخرومة أو أنه يريد أن يبرر خطيئة بعض القوى التي يراودها الحلم بالعودة إلى الجنوب وتثبيت احتلاله للمرة الثالثة .
فكيف يفسر الاستاذ علي الصراري هذه الفقرة التي وردت في اتفاق الرياض الملحق الثاني :
(1. عودة جميع القوات – التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية شهر أغسطس 2019 م – إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها وتحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية في كل محافظة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ توقيع هذا الاتفاق.)
يا ترى لماذا هذه القوات تحركت باتجاه عدن وأبين وشبوة؟
ولماذا ظلت هذه القوات متمركزة في أبين شبوة اربع سنوات ؟
وكيف سلمت مديريات بيحان ؟
ولمصلحة من امنت تحركات مسلحي داعش والقاعدة من البيضاء إلى أبين وشبوة ؟
وكلنا يعرف الطريقة التي أخرجت فيها من أبين وشبوة وباجماع ووحدة كافة أبناء المحافظتين باجهزتها العسكرية والأمنية وقواها السياسية والاجتماعية .
انتقد الصراري مطالبة الانتقالي بالدفع بالوية المنطقة العسكرية الأولى إلى مناطق التماس ووصفها بالانتقائية وفي الوقت نفسه قال إن على التشكيلات العسكرية التابعة الانتقالي المشاركة في تحرير صنعاء واستعادة الشرعية
فشر بالليلة ما يضحك .
فالانتقائية يا استاذ علي هي اعتراضك على مشاركة المنطقة الاولى في المعركة وطلبك من الآخرين خوض معركة تحرير صنعاء وما زاد الطين بلة هو قولك بأن قوات المنطقة الاولى هي قوات الجمهورية اليمنية وانا هنا اضع عليك السؤال التالي :
هل تبعية الوية المنطقة الاولى للجمهورية اليمنية يعغيها من خوض معركة الدفاع عن الوطن وتحرير الشمال من قبضة مليشيات الحوثي ؟
حديث علي الصراري عن الوضع القائم بأنه وضع الجمهورية اليمنية .
فين هي الجمهورية اليمنية ؟
وهل لازالت الجمهورية قائمة بعد انقلاب مليشيات الحوثي وعودة نظام الإمامة بأبشع صوره ؟
إنه لأمر غريب أن يختلط الأمر عند الاستاذ علي الصراري إلى درجة عدم التمييز بين العدو والصديق وعدم التميز بين محاربة الإرهاب وبين الصراع البيني، فعملية سهام الشرق في محافظتي أبين وشبوة لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعة والتي سميتها بحرب جانبية تخدم مليشيات الحوثي ، تحتل اولوية لدى التحالف ولدى الجنوبيين والا ما كان من المناسب إيرادها في اتفاق الرياض وإليك نص الفقرة ( 6. توحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ومواجهة التنظيمات الإرهابية.) .
فهل عملية سهام الشرق التي أطلقها نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي لمحاربة الإرهاب واجتثاثه وهو ما اعترف فيه تنظيمي القاعدة وداعش في بيانات عدة حرب بينية يا صراري.
فهل داعش والقاعدة جزء من الشرعية ؟
ولذا تسمي محاربتهم بالحرب البينية فإن كان الأمر كذلك فأنت محق في طرحك !
أما بخصوص ماخذك على علي الكثيري تحميله الحكومة مسؤولية إخفاقها في إدارة المناطق المحررة وقلت أنه من غير المنطقي تحويل طرف دون الآخر الان انك وقعت في نفس المطب عندما حملت الانتقالي مسؤولية عدم تمكين الحكومة من ممارسة مهامها فكيف تسمح لنفسك ما تمنعه على الاخرين .
اختتم تفنيد للطرح المعوج للاستاذ علي الصراري بالقول إن أبناء الجنوب كفيليين بالانتصار لقضيتهم وهم وحدهم من يستعيدون دولتهم ولا يحق لأي أحد من غير أبناء الجنوب تحديد مسارها او تحديد زمان ومكان طرحها .
أما بخصوص المجلس الانتقالي فهو قوة عسكرية وسياسية موجودة على الأرض وله حضور دولي وإقليمي متميز وليس بحاجة إلى شهادة من أحد .