حدد الكاتب صلاح ذوالفقار المحلل السياسي لشؤون الشرق الاوسط في معهد كارينغي الامريكي للسلام ان الاقتصاد هي البوابة الرئيسة للسياسة ومن يتجاهل الاقتصاد يتجاهل عمدا قواعد اللعبة السياسية واشار الكاتب ذوالفقار ان العالم يواجه ازمة غذائية حادة بسبب ازمة سلاسل الامداد وارتفاع التضخم الحاد ولجوء الدول الى خزن المواد الغذائية الاساسية على المدى البعيد والازمة الروسية الاوكرانية والتحركات الصينية العنيفة في بحر الصين والازمة النفطية والغازية في اوروبا سترسم ملامح مستقبل قاتم جدا في رفع التضخم الى مستويات عالية مع قلة طلبات التوظيف فانسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الشرق الاوسط وافغانستان وخلو الطريق امام الصين في فرض سيطرتها على شرق الكرة الارضية ووسطها ليس من قبيل الصدفة وليس من الغباء السياسي فالحفاظ على المقدرات والثروات الامريكية اصبح هاجس الادارة الامريكية للمحافظه على امنها القومي على المدى فاوشنطن استطاعت غرس اقدام الروس في المستنقع الاوكراني بلارجعه الامر الذي تدفع اوروبا قاطبة ثمن السياسة الامريكية فارتفاع اسعار البنزين وانعدام الغاز وارتفاع التضخم سيؤدي الى انهيار تام للحكومات الاوروبية الواحدة تلو الاخرى بينما ستحتفظ واشنطن بتصدير الغاز عوضا عن روسيا باسعار مرتفعة بينما ستبيع روسيا النفط الروسي باسعار مخفضة الى الصين والهند ومصر ستبقى هذه الدول ملاذ امن لتهريب النفط الروسي وخلطة بالنفط المحلي واعادة بيعه للسوق العالمي باسعار مرتفعة وللحيلولة من هذا المازق ستلجاء الولايات المتحدة الى التقارب مع طهران للتوقيع على الاتفاق النووي تحت اي ظرف لسببين الاول قرب الانتخابات الامريكية( وماتجرية وسائل الاعلام الامريكية من تلميع صورة بايدن وازاحة منافسيه من الحزب الجمهوري كماحدث للرئيس السابق ترامب عند اقتحام منزلة في فلوريدا من قوات الا اف بي اي وايضا الظهور القوي لنانسي بيلوسي اثر زيارتها تايوان مماخلق رد فعل قوي من الناخبيين الامريكيين تجاه الحزب الديمقراطي ) والسبب الاخر هو ان اي توقيع للرئيس بايدن على الاتفاق النووي مع طهران سيعزز مكانته ولكن الذي لايعلمه الناخب الامريكي ان واشنطن وبالرغم من عدم رفعها الحرس الثوري من قائمة الارهاب الا ان واشنطن ستتغاضى عن شركائها الاوروبيين اثناء تعاملهم مع الحرس الثوري الايراني اثناء تسويق النفط الايراني للعالم يراهن عليه البيت الابيض في خفض اسعار النفط الى دون 80 دولار للبرميل الواحد التقارب الامريكي الايراني يتم على اساس اغفال واشنطن عن 3 منشات نووية ايرانية لتخصيب اليورانيوم المادة الفعاله في صنع الصواريخ النووية عن طريق التفاف امريكي اوروبي على وكالة الطاقة الذرية وحسب اتفاق القادة الاوروبيين مع طهران ان ايران ستدفع برسائل تطمئنة للوكالة خلال الفترة القادمة موقف الولايات المتحدة تجاه طهران اصبح يشكل مصدر قلق لدى الحكومة الاسرائيلة التي ترى ان بايدن قد طعنها في خاصرتها واطلق يد ايران في صنع القنبلة النووية والذي يحاول العلماء الايرانيين انجازه باسرع وقت ممكن دون تباطؤ
الصراع الاقتصادي والسيطرة على الثروات سوى المائية او الغذائية هي الهم الاكبر للانظمة السياسية في الوقت الراهن ليس بغرض تامين الغذاء لشعوبها وانما لغرض استمرارية فرض سيطرتها الاقتصادية في هذا الاطار وللحيلولة من تقدم الصين الى افريقيا عن طريق اثيوبيا التي تعتبرها الصين بوابة افريقيا ستفرض واشنطن خلال الاسابيع القادمة جملة من العقوبات الاقتصادية على اثيوبيا ومنع الشركات من العمل لاستكمال وادارة سد النهضة نهائيا اثار هذه العقوبات الامريكية ستمتد الى السعودية وابوظبي وقد تهز الامن الغذائي لهاتين الدولتين اللتان تملكان ملايين الهكتارات الزراعية في اديس بابا والخرطوم .