في خضم الأحداث التي تتسارع وتيرتها يوما بعد يوم وتتجه نحو المزيد من التأزم والعودة إلى نقطة البداية ينبغي أن تتعالى أصوات العقلاء من الوطنيين الشرفاء سواء إعلاميين أو مثقفين أو حتى مواطنين عاديين لإخماد نار الفتنة وتحكيم صوت العقل والمنطق وتوجيه كل الجهود والطاقات نحو العدو الحقيقي الذي يتربص بأمن واستقرار واليمن لصالح قوى الشر والإرهاب الإيرانية وحلفائها اللذين عاثوا في بلدنا فسادا على مدى خمسة أعوام .
هناك رجال شرفاء في صفوف الشرعية ينبغي ان نسمع لصوتهم ونبتعد عن كل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة ونقلب مصلحة الوطن على كل المصالح ونوجه لهم كل التحية والتقدير بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والقبلية والمناطقية ونستفيد من خبراتهم وتجاربهم للخروج من هذه الأوضاع التي تعيشها العاصمة عدن والمحافظات المحررة .
ولعل من الأهمية بمكان أن أشير في تناولتي هذه وأوجه التحية لمعالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس / أحمد بن أحمد الميسري على كل جهوده ودوره الوطني فهو غني عن التعريف وقد اسماه الكثيرون بأنه رجل الدولة الأول إذ لا غبار على ان الميسري رجل الدولة الأول بمواقفه الوطنية الشجاعة ويكفيه ان ضل في العاصمة عدن بين أهله وأبناء وطنه ولم يغادرها مثلما غادرها الكثيرون ممن يتشدقون اليوم بالوطنية وحب الوطن .
ولن ابالغ بأنني لن استطيع الحديث عن مواقف الميسري الشجاعة التي لطالما سمعنا بها وشاهدناها عبر الواقع ووسائل الإعلام ومازلنا نلمسها حتى اليوم رغم ماتعرض له الرجل من حملات إساءة من قبل البعض ولعل ثباته على موقفه الوطني في صف الشرعية الذي أبى ان يتنازل عنه رغم كل الضغوط والعروض قد زاد من مكانة هذا الرجل في نظر أبناء هذا الوطن وهو الأمر الذي كنا ومازلنا نتوقع من الشرعية ان تحافظ على رجالها الأوفياء وتقدم لهم كل أوجه الدعم والرعاية والتشجيع خصوصا بعد ان رحل رجال الدولة ولم يتبقى فيها إلا اشباه رجال من اصحاب الفساد والسجل الأسود ممن تلطخت اياديهم بالفساد وفرطوا بأبناء وطنهم وتركوهم فريسه للأعداء والمحتلين .
ومما يؤسفني ويحزّ في نفسي أن أجد البعض من ابناء جلدتنا من يشهرون سيوفهم في الإساءة لشخص ورجل دولة مثل المهندس / أحمد الميسري والذي ويعلم الله انني لم أعرفه ولم اقابله أو التقيه غير أن غيرتي ومروءتي وحبي لوطني ولكل وطني غيور على بلده ، مدافع عن كرامة أرضه وحقوق أبناءه وكرامتهم هي من دفعتني لقول هذا الكلام وترجمته عبر هذه الأسطر على أمل أن تتوحد جهود كل الشرفاء في الشرعية والمجلس الانتقالي والوقوف صفا واحدا ضد أعداء الوطن وأمنه واستقراره ونبذ العنصرية والمناطقية وكل ما من شأنه بأن يسهم في تفكك المجتمع ويتيح للعدو فرصة تنفيذ مشاريعه التآمرية ضد هذا الوطن المثخن بالجراح .
دعوة صادقة أوجهها باسمي وكل امرأة مخلصة ومحبة لوطنها لأبناء وطني بالوقوف خلف الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وخلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة باللواء / عيدروس الزبيدي ووزير الداخلية المهندس أحمد بن أحمد الميسري والعمل للدفع نحو تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي ، لقطع الطريق على أعداء الاقليم الجنوبي ،كما انني اطلب وأناشد القوات التابعة للمجلس الانتقالي والحماية الرئاسية بأن تتوحد من أجل الوطن وطن عاصمته عدن قبل فوات الأوان وقبل ان تقع الفأس بالراس وقبل ان يتوحد علينا الأعداء وتكمل قوى الشمال المتمثلة بالحوثي والإخوان وطارق عفاش حلقات تحالفها الذي بدأت شواهده تتوالى على الأرض وعندها لا ينفع الندم والتحسر على وطن أضعناه من بين أيدينا وفرصة تاريخية لم ولن تتكرر على حتى بعد مئات السنين .