كانت حضرموت من أوائل المحافظات الجنوبية التي ثارت ضد الإستعمار البريطاني وبرز منها كثير من القادة والمناضلين الذي كان لهم دور بارز في هذه الثورة مع رفاقهم في المحافظات الأخرى ،كما أن حضرموت كانت السباقة في اندلاع ثورة الحراك الجنوبي ضد الاحتلال اليمني وقدمت اول شهيدين هما بارجاش وبن همام في سبيل الانتصار لقضية شعب الجنوب العادلة .
وكما يقولون التاريخ يعود نفسه ولكن بأحداث جديدة ،وهاهي حضرموت اليوم تتزعم ثورة المعلمين عن كافة المعلمين في الجنوب من خلال انتهاجهم النضال السلمي من أجل انتزاع حقوقهم المسلوبة من بين أنياب حكومة المناصفة والسلطة المحلية الذين يتجاهلون مطالب المعلمين ،لقد مر على اضراب معلمي حضرموت أكثر من شهر ولا يزالون صامدين صمود جبال شمسان أمام سياسة التجويع والإذلال التي تنتهجها الحكومة وسلطة حضرموت التي تحاول كسر شوكة المعلمين ببعض الحركات الفهلوانية التي عفى عليها الزمن ،والتي لن تثنينا عن السير خلف النقابات حتى انتزاع حقوقنا وهذا أمر لا رجعة عنه مهما كانت التحديات .
نعم كانت حضرموت هي المهد الاول لانطلاق ثورة الجنوب السلمية ،وها هي اليوم كذلك مهد اندلاع ثورة المعلمين والتي بدأت شرارتها منها وسيتعم الجنوب وسوف تكون وبالا على كل فاسد اينما كان ،وانا اعتبرها هي بداية لجرف كل الطغاة والفاسدين من ارض الجنوب الطاهرة ما على المحافظات الجنوبية الأخرى إلا الإلتحاق مع أخوانهم المعلمين لتغيير الواقع الذي يهدد مستقبلنا ومستقبل أولادنا، إذا استمر الوضع على هذه النغمة ،فإنه سيأتي يوم ستندم فيه عندما نجد أولادنا بدون تعليم ولا يعلمون حتى بحروف اللغة العربية ،وهذا مايريده لا الأعداء .
جمعني لقاء بالصدفة مع أحد الشخصيات التربوية في الزمن الجميل ،ودار بيني وبينه حديث طويل حول إضراب المعلمين الذي أصبح اليوم حديث الشارع في حضرموت ،وقال : في بالحرف الواحد اذا لم تصمدوا في اضرابكم فلن تقوم لكم قائمة خذوها نصيحة مني ببلاش ،اصمدوا اصمدوا ولا تغركم التهديدات من أي جهة كانت انتم على حق والقانون يقول ذلك والناس كلها معكم لأننا نعلم جيدا أن انتصار المعلمين في انتزاع حقوقهم هو سقوط رموز الفساد من مرافق الدولة و عدوى ثورة المعلمين سوف تنتقل كالنار في الهشيم في كل الإدارات الحكومية و سنكون امام خطوة تصحيحية ستلوي عنق من يتلاعب بقوت الشعب .
غدا نحن على موعد مع اندلاع فجر جديد للمعلم سينبلج اول خيوطه من مدينة الثورة والثوار المكلا عروس بحر العرب ومهد ثورة الجنوب السلمية ،والكل سيشارك فيها معلمين طلاب مجتمع مدني ،ويمكننا أن نطلق عليها ثورة العظماء لأنها من تزعمها ومن سيحضرها هم المعلمين أهم شريحة في المجتمع وهم فعلا عظماء وقادة يستحقون كل منا الاحترام والتقدير وتعظيم سلام لهم لأنه شعلة التغيير وبناة الأوطان وبإذن الله سينتزعون حقوقهم شاء من شاء وأبى من أبى .