نحن في الجنوب لدينا تجارب كثيرة مع أبناء العربية اليمنية قبل أن ندخل معهم في شراكة الوحدة المقبورة وما بعدها ،وأهم هذه الإنفاقيات معاهدة العهد والإتفاق التي وقعت في الأردن وانقلب عليها نظام صنعاء وافضت إلى حرب 1994م ،وهذه دليل على أن هؤلاء القوم لايحترموا اي عهود و لا مواثيق ،واتفاق الرياض ليس ببعيد فقد انقلب عليه الأخوة في العربية اليمنية وفجروا حرب شقرة وأصيب الإتفاق بالشلل التام وذهب ادراج الرياح قبل أن تنقذ بنوده بسبب تعنت الطرف الآخر في الشرعية فكل القوى اليمنية التي شاركت في الإتفاق كانوا يريدون وضع المجلس الانتقالي في المصيدة وسيعلنوا الانقلاب عليه من خلال اعلان حرب شاملة لإعادة احتلال الجنوب من جديد ،الا أن قيادتنا السياسية تعاملت معهم بحنكة سياسية واستطاعت افشال كل المؤامرات التي كانوا تراهن عليها القوى المعادية لمشروع الجنوب المتمثل في الاستقلال .
أن مايجري في الرياض من مشاورات ،هي ليست بجديدة بل قد سبقتها محادثات من تحت الطاولة في مسقط والرياض من أكثر من عام ،وكلها تأتي في اطار الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية التي تبحث عن حل سلمي ينهي الحرب طبعاً بضغط دولي كبير ،من إيجاد حل لايقاف الحرب ومن ثم الدخول في مشاورات طويلة الأمد قد تستمر لثلاث سنوات وربما أكثر خلال المرحلة القريبة القادمة بمشاركة كل الأطراف الموجودة على الأرض ،نحن الذي يقلقنا هو الخوف من أن تستمر المشاورات لفترة طويلة وبعدها نخرج بأي وثيقة اتفاق يوقع الجميع عليها ،ثم يتم الإنقلاب عليها كسابقاتها أو التهرب من تنفيذ بنودها واتفاق الرياض مثال بسيط على أن القوى اليمنية لا توجد لديها ذرة واحدة من الإيمان والقبول بها ،ولهذا فهي تجيد لعبة الرقص على السلالم والتمرد من أي اتفاق والأيام القادمة ستكشف الحقيقة .
شعب الجنوب قد حدد هدفه بتقرير مصير واستعادة دولته المسلوبة ومايجري في الرياض من مباحثات لإحلال السلام في المنطقة ،ليست على حساب قضية شعب الجنوب ،فالمجلس الانتقالي الجنوبي مفوض من قبل الشعب ونحن على ثقة كبيرة في قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي الذي يحمل على كتفه هم وتطلعات شعب الجنوب وان يفرط فيها مهما كانت الضغوطات التي تمارس عليه من الأشقاء من الأصدقاء ،فهو رجل وطني صلب وسيستميت عند قضية الشعب وحقه في تقرير مصيره لأنه يستمد قوته من شعب الجنوب ومن يسيطر على الأرض يستطيع ان يفرض شروطه وخلفه القوات المسلحة الجنوبية .
فاليعلم الجميع أنه في هذه الأيام بالتحديد بدأت المطابخ المعادية بطبخ كثير من الطبخات والتي يجري بثها ونشرها عبر القنوات الساذجة ومواقع التواصل الاجتماعي عن بعض التسريبات الكاذبة ونحن نعلم مصادرها التي قامت بطبخها وتوزيعها ،والهدف منها احداث زوبعة في الشارع الجنوبي ،على أن قيادة المجلس الانتقالي قد تنازلت عن حق الجنوب وانها وقعت على بنود هذه التسوية التي مازالت طي الكتمان ،الا أن هناك من يحاول اليوم الترويج لبعض هذه الإشاعات التي تنتفص من دور المجلس الانتقالي وتتهمه بأنه وافق على ترحيل حل القضية الجنوبية ،وهذا هراء ولن يحدث قط مهما كانت الضغوطات الإقليمية والدولية ،وانما هي مجرد بالونات مشروخة وفقاعات لا معنى لها ،للاسف الشديد أن هناك من هو جنوبي ويساعد على بث مثل هذه الأكاذيب لينشر الأحباط بين الشعب وبكبر ويهلل مع هذه الأبواق المأجورة ,ويناسى أن لدينا قيادة كفؤة وشجاعة ستقابل التحدي بالتحدي ولن تتنازل عن حق الشعب في استعادة دولته.
أي اتفاق لا يلبي تطلعات شعب الجنوب لن يكتب له النجاح وسيفشل في مهده قبل أن يرى النور والعالم كله يعي ذلك ،ولن تستطيع أي دولة أو قوة فرض أي حلول منقوصة على الجنوبيين الذين ضحوا بآلاف من الشهداء في سبيل الحرية وليس من أجل أن نعود مرة أخرى إلى باب اليمن ،فالجنوب مع السلام الحقيقي والدائم وليس مع السلام المنقوص والمفروض من أطراف يمنية ترى أنها هي صاحبة الحق الإلهي ،وهي التي يحق لها فرض شروطها على الآخرين بمباركة بعض الدول ،وقيادتنا السياسية قادرة على ادارة ظهرها الجميع وفرض أمر واقع في الجنوب في أي لحظة ،لكنها لا تريد القفز على المجتمع الدولي ،فهي تسير معه بخطى ثابته لإحلال السلام،على طريق استعادة الدولة .
على شعب الجنوب أن لا ينجر خلف الإشاعات والاكاذيب التي انتشرت هذه الأيام كالهشيم في النار ،والهدف منها ضرب معنويات الشعب وارباكه واصابته بالإحباط واحداث فجوة بينه وبيت القيادة السياسية وهذا مايبحث عنه القوى المعادية المحلية والدولية ،ومن خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي رأيت كثير من صحفيين و اعلاميين ومثقفين محبطين جدا وبدأوو يشككون في القيادة، والسبب أنهم فتحوا آذانهم لهذه الأبواق الخبيثة التي تبث سمومها ليلا نهار،وتجد منا من يتعاطى معها ويروج لها ،نقول لهم ثقوا كل الثقة أن القيادة تسير في الاتجاه الصحيح وهي الآن في الرياض تخوض معركة وجودية أقوى من المعركة في ساحة الوغى، هذا لمن لايزال في بطنه بطيخة صيفي وما علينا إلا رص الصفوف وتشابك الأيادي والاستعداد للمرحلة القادمة صحيح هي صعبة علينا لكننا سنجتازها مادام أبو قاسم هو ربان سفينتا وسنعبر إلى بر الأمان بإذن الله ،فالتسوية السياسية الشاملة كما يروج لها نافخي المزامير حسب اهواءهم وماينشر ليس هو الحل النهائي فهي مجرد فقاعات اعلامية ،وان لم تعالج قضية شعب الجنوب فمصيرها الفشل .