الأمر واضح وضع الشمس أنه لا يمكن أن نتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها شعب الجنوب ،الا من خلال اعلان دولتنا المستقلة اليوم قبل بكرة والدفاع عنها بكل ما اوتينا من قوة ،لأننا نحن أصحاب الحق والنصر سيكون حليفنا بإذن الله، أكيد ستكون العملية فاتورتها باهظة الثمن ،لأننا نعلم أن المؤامرة كبيرة على الجنوب ،وتقف خلفها دول وهي تعمل على تقديم كل الدعم للقوى اليمنية لإطالة أحد احتلالهم لأرضنا الطاهرة على حساب شعب الجنوب الذي يعاقب بالحرب الإقتصادية .
فالجنوب قطع شوطا طويل على طريق استعادة الدولة من بين فكي الإحتلال اليمني من خلال سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على أكثر من ٨٠%من المساحة الجغرافية الجنوبية ،وأصبح لديه قوات عسكرية تستطيع تحقيق النصر في فترة قصيرة على ماتبقى من قوات الإحتلال التي مازالت جاثمة على وادي حضرموت والمهرة ،وكان ذلك سيتم لو لا الفيتو الذي يمارس على قيادتنا السياسية ،بحجج واهية تحرير صنعاء من المليشيات الحوثية ،وهذا لن يتحقق في ظل الاعتماد على قيادات من العربية اليمنية ولاها لاحزابها أكثر من الوطن ،والدليل واضح وضوح الشمس تسع سنوات من الحرب والدعم الكبير من دول التحالف والنتيجة صفر على الشمال لا تحرير ولا حاجة ،وانما الذي حصل هو أن التحالف خذل من قبل ماسمي الجيش الوطني زورا وبهتانا .
فاذا عدنا بالتاربخ قليل للوراء واستلهمنا الدروس والعبر من الشعوب التي خاضت غمار الثورات التحررية ضد الإنظمة الإستعمارية والإستبدادية التي كانت تحتل الشعوب بقوة السلاح من أجل نهب خيراتها والتنكيل بشعوبها ،واذا اخذنا على سبيل المثال لا الحصر شعب فيتنام الذي كان يرزح تحت الهيمنة الأمريكية الشريرة التي اضطهدت الشعب ومارست ضده شتى صنوف التعذيب ،الا أن الفيتناميين خاضوا غمار المواجهة مع الأمريكان رغم الفارق الكبير من حيث القوة والتسليح وتحدوا العالم كله وفي الأخير انتصروا على الأمريكان وأعلنوا قيام دولتهم الجديدة ،ومن الأمثلة الشاهدة على التاريخ كفاح الشعب الجزائري مع الإستعمار الفرنسي الذين خاضوا مرحلة كفاح صعبة جدا ،فقام الفرنسيون بحصار الجزائر واستخدموا كافة الأسلحة المحرمة دوليا في قتل الشعب لاثنائه عن هدفه ففشلوا في ذلك وقاومهم الشعب الجزائري بأبسط الإمكانيات واستشهد حوالي أكثر من سته مليون شهيدا فداءا للوطن والحرية والكرامة حتى نالوا الاستقلال في عام 1962م .
كذلك نحن في الجنوب لنا تجربة مع طويلة مع الإستعمار البريطاني الذي خاض معه أجدادنا ثورة الكفاح المسلح بعد سنوات من الإحتلال البريطاني الذي أمعن في قتل الشعب ،وعندما أراد شعب الجنوب مواجهة الإستعمار ،وقف أغلب دول العالم ضد ثوار الجنوب ،ورغم ذلك الخذلان لم يتراجع الثوار عن تحقيق هدفهم الإستراتيجي بل تحدوا آلة القمع وتمردوا عن العالم وفجروا الثورة وواجهوا بريطانيا المملكة التي لاتغيب عنها الشمس التي جلبت الأساطيل والطائرات والغواصات ومختلفة أنواع الأسلحة المتطورة حينها لقمع الثورة ففشل وخرجت مهزومة تجر خلفها ذيول الهزيمة وانتصر الثورة على أكبر قوة كانت في العالم ،وهذه تجارب مع على هذه الشعوب ونحن اليوم في الجنوب علينا ان لا ننصاع للاملاءات التي تأتي من هنا أو هناك ،بل علينا أن نتمرد على كل من يقف أمام مشروعنا التحرري مهما كان وزنه وثقله في المجتمع الدولي .
دائما ثورات الشعوب لا تعترف بأي خطوط حمراء قد توضع على طريقها من أي جهة كانت ،فإن حدث ذلك فإن الشعوب هي صاحبة القرار دائما تتخذ ماتراه مناسب ،وفي هذه الحالة التحدي مطلوب المغامرة والتمرد على أي ضغوط قد تمارس ضد أي ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة ،وشعب الجنوب اليوم يواجه مؤامرة كبيرة متعددة الأطراف للقضاء على مشروعه التحرري ، وعلينا أن نواجه التحدي بالتحدي ،وكما قال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ماأخذ بالقوة لايمكن أن يسترد إلا بالقوة ،ومايحدث من حرب اقتصادية تأتي على طريق تركيع الشعب ليقبل بما قد يفرض عليه من حلول ،وهذا أمر مستحيل لن يقبله الجنوبيين مهما كانت الضغوط الدولية التي تمارس من حين لآخر على قيادتنا السياسية التي ترفض أي حلول منقوصة وتطالب بأستعادة الدولة الذي هو مطلب كل جنوبي شريف.
الكل مجمع على أن حكومة المناصفة فشلت ،وعجزت عن وضع الحلول والمعالجات الضرورية للوضع المعيشي الصعب للمواطن ،وعلى قيادتنا السياسية أن تبحث عن معالجات سريعة لإنقاذ الشعب ،حتى وان تطلب الأمر اعلان الحكم الذاتي أو العودة إلى الإدارة الذاتية ،وقطع الطريق على كل القوى المعادية التي تريد اغراق الجنوب في الفوضى ،قبل أن يقع الفأس في الرأس .