9 ايام مضت منذ بداية الحرب المشتعلة بين العدو الصهيوني، وفصائل المقاومة الفلسطينية التي بدأت في ال 7 من أكتوبر الجاري، حيث حصدت هذه الحرب خلال أيامها التسعة الماضية الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، لاسيما في الجانب الفلسطيني الذي تتعرض مدينة غزة لحرب إبادة جماعية وبطرق وحشية، من خلال القصف الجوي للمدينة دون تمييز أو رحمة، هدمت البنايات السكنية فوق ساكنيها، لتقتل كل من فيها من أطفال ونساء وشيوخ ومسنّين، بمباركة دول الغرب وأمريكا، وبشكل خاص الدول الغربية الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشكل هذه الدول الأغلبية في مجلس الأمن الدولي، لشرعنة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني، بكل وسائل القتل الوحشي، من قصف عنيف ومتواصل على مدينة غزة، وكذا فرض الحصار الشامل على سكانها، بقطع التيار الكهربائي والماء، ومنع وصول الغذاء والدواء إليهم بما فيها مواد الإغاثة الإنسانية، من مصر وغيرها.
حيث يعد هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي والهمجي اعتداء على الإنسانية، وعلى كل ما تحمله من قيم وأخلاق، وعلى القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، وفي نفس الوقت تحدي سافر، وصريح للمجتمع الدولي بكل منظماته وهيأته.. بدعم ومباركه أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ثلاثي الشر الذي خلق الحروب والصراعات في شتى المعمورة، وافسد المنظومة الدولية، بمختلف منظماتها وهيأتها، ومجلسها، الذي أصبح ملك لهذا الثلاثي لتشريع،هيمنتهم على دول العالم، وتسريع اعتدائاتهم، على من يريدون، وللدفاع عن ما يريدون، وفق وحيثما تكمن مصالحهم، غير آبهين بما تنص عليه القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، وهو الأمر الذي خلق الظلم والاضطهاد، والحروب والصراعات المتواصلة في مختلف أنحاء العالم، بشكل عام، وفي منطقة الشرق الأوسط، والبلدان العربية والإسلامية بشكل خاص، وهو ما ولّد الكراهية لهذه الدول بشكل خاص، من قبل الشعوب العربية والإسلامية، وهو الأمر جعل منها أن ترد الفعل بتصدير وتمويل الإرهاب،إلى الدول العربية والإسلامية لإيجاد ضالتهم لتشويه، وشيطنة الإسلام والمسلمين،وقتلهم، والتدخل في شؤونهم لنهب ثرواتهم، وعرقلتهم من التنمية والتطور، المواكب لعجلة التطور الصناعي والاقتصادي، حتى تظل بلدان العالم العربي والإسلامي وشعوبها ، تحت رحمة وحاجة هذه الدول الاستعمارية بشكل دائم .
إن ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة، التي خلّفت مشاهد مروّعة، تعد وصمة عار ومخزية للمجتمع الدولي بشكل عام، والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص لصمتهم على هذه المجازر الجماعية البشعة التي استهدفت السكان المدنيين بمختلف فئاتهم العمرية، لاسيما في ظل المواقف الأمريكية والبريطانية، والفرنسية الداعمة للكيان الصهيوني، بارتكاب هذه الجرائم بحق الإنسانية، وهو الأمر الذى كان ينبغي أن يشعل غضب كافة دول العالم، بشكل عام، والدول العربية والإسلامية بشكل خاص، للتحرك الجاد والوقوف الموحد مع الشعب الفلسطيني، وإدانة الدول الداعمة للعدو الإسرائيلي، وقطع العلاقات معها، لانصاف الشعب الفلسطيني، بدعمه بكل السبل الكفيلة بتحرير كافة أراضيه المحتلة، واستعادة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
حيث أن هذه الحرب هيأت الفرصة السانحة أمام العرب والمسلمين، لتوحيد مواقفهم لإعادة هيبتهم وكرامتهم، والتحرر من التبعية والهيمنة الغربية والأمريكية لبلدانهم، لاسيما في ظل هذه الظروف والأوضاع الدولية التي يمر بها العالم، من جراء الحروب والصراعات التي انتجتها دول الشر الثلاث سيئة الذكر، ومنها الحرب الروسية الأوكرانية، التي أفرزت الكثير من المتغيرات الدولية والأحداث في العديد من البلدان ، وهيأت الظروف الموضوعية لفرض وضع دولي جديد، متعدد الأقطاب، وإنهاء هيمنة القطب الواحد، واجزم بأنه إذا ما توحد الموقف العربي والإسلامي، في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، سيكون المنعرج، الذي يعجل بإنهاء الهيمنة الغربية والأمريكية على دول العالم، العربي والإسلامي بشكل خاص وبقية دول العالم بشكل عام، وتأسيس لبداية عهد جديد وعالم متعدد الأقطاب، سيعيد من خلاله مكانة وهيبة مجلس الأمن الدولي والمنظمات والهيئات الدولية، والعمل وفق القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية، بكل حيادية وعدل.
16 أكتوبر 2023م