ماذا انتم فاعلون ياعرب ؟ بعد ان دمرتم شعوبكم وجيوشكم والبنى التحتية لمجتمعاتكم بغباءكم اللامحدود رغم التحذيرات الصادرة من عقول المفكرين من ابناء جلدتكم حين اعرضتم عنهم واتخذتموهم وماينادون به عبثاً واستهلاك كلمات على سطور ليس الا ، ومع ذلك استمروا بالنصح بعد كل نكبة عربية تحصل هنا وهناك .
توالت المحن وقتل من قتل من الشباب العربي في معارك وهمية وفي ظلها كانت اصوات الحاخامات اليهودية تصل مسامعكم معلنة عن نصر جديد بعد كل دمار لدولة عربية ورغم الانهيار وحجم الدمار ظللتم ايها العرب تتعايشوا مع الغباء ولم تستوعبوا الدرس للاتعاض في اخذ الحيطة بالحفاظ على عروبتكم وعقيدتكم المستهدفتا من قبل الكيان الصهيوني المدعوم من دول الغرب .
اجهزوا على العراق ولم يعتبر السوريون ويسارعو لتحكيم العقل للحفاظ على سوريا حتى تم الاجهاز عليها ولم يتعض الليبيون من دروس العراق وسوريا حتى انهارت ليبيا ، وفي ظل استمرار حالة الغباء العربي ( مرحلة الا وعي ) ظل الاعلام العبري يتباها بعبقرية الاختراق للعقل العربي واحداث فجوة تمنع اللقاء العربي كل ذلك علانية بالصوت والصورة ومع ذلك الضحك والاستهزاء الذي نشاهده ونسمعه تردده القنوات العبرية لم يستوعب اليمنيين من ماجرى ليضعوا حداً لمهزلة بني صهيون ، واذا بيمن الحكمة قد اصبح اكثر غباوة واعمى بصيرة حتى تم الاجهاز على اليمن ، ولست ادري ما السر الذي اوقع السودان في فخ الغباء المستشري الذي نراه على ارض السودان الرامي للاجهاز على الدولة وقادتها مصابون بالمس الذي اصاب القادة العرب .
رئيس الوزراء الاسرائيلي وفي خطابة ليلة امس الاثنين والذي اتسم بالحدة في الطرح الذي اكد من خلالة الرغبة في حرب طويلة الامد تفضي الى اعادة رسم الوجه الجديد للشرق الاوسط بايدي اسرائيلية مدعومة من الغرب ومباركة من الرب ، وقال لقد شرعنا للحرب الكبرى وهانحن ننطلق ولن يستطيع من اراد ايقافنا ، في رسالة تطمين للشعب الاسرائيلي وحالة الغضب ظاهرة في خطابه بعد الهجمة الفلسطينية التي مرقت جهاز الموساد المبالغ فيه في التراب بعد ان اخترقه الشبان الفلسطينيون ليبلغوا هدفهم ويسحلوا جنود الجيش الذي لايقهر بعد سحبهم من دبابتهم في مشهد مخزي ، اغضب نتنياهو واخرجه عن طوعة في حالة من هستيريا الانتقام من شعب غزة فامر بالف وخمس مئة طن من المتفجرات تلقيها الطائرات الاسرائيلية على كبار المسنين والنساء والاطفال في الليلة الواحدة ، وهو يعلم ان شباب غزة وخان يونس وجبالية وبيت حانون قد خرجوا للقتال وهم من يدكون المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة وهم من يرسلون حزم الصواريخ على تل ابيب ولازالوا مستمرين في الفتك بجنده المذعورين من هول الصدمة التي لم تعرفها اسرائيل منذ حرب سته اكتوبر 1973م وذلك من خلال الهجمة المباغتة في السرعة والاجهاز على الاهداف .
ورغم الحزن والالم الذي يعتصرنا على اهلنا في غزة جراء همجية ووحشية الطائرات التي تطلق اطنان المتفجرات على السكان لقتلهم تحت انقاض المباني ومنع الوصول لانقاذهم بسبب كثرة القذائف المنهمرة وشدة الانفجارات المرعبة للمرضى والاطفال الفلسطينيين زيادة فيما يعانون من نقص مياة الشرب وانقطاع الكهرباء ومنع وصول الغذاء والدوى في ظل حصار خانق فرضه نتنياهو الذي اعطى الامر بالموت لشعب غزة ، وفي ظل الحزن فنحن اكثر تفاؤل بحدث الهجمة الفلسطينية التي اذلت نتنياهو وحكومته وجهازه الاستخباري الذي اصبح اليوم مسخرة يتغنى بفشله الساخرون من الاسرائيليون قبل غيرهم من شعوب العالم .
الا ان نتنياهو في رده الانتقامي وفي ظنه ان قتل اكبر قدر من الفلسطينيين سيرد له الاعتبار امام شعبه الغاضب جراء السقوط المدوي لهيبة اسرائيل التي انداست تحت اقدام شباب غزة وهم يربكون قادة جيشه ويقتلون فيهم وياسرون ومع ذلك لايعمل حساب للاسرى في ايدي شباب المقاومة الفلسطينية في غزة .
وفي ظل التشابه في التوقيت الزمني والحركة والتصويب المحقق بين الهجمة التي ينفذهاشباب فلسطين الان والهجمة التي وقعت قبل ثلاثين عام يظل الحديث عنهما يبهرنا ويبعث فينا بصيص من روح الامل ، ولكن في الجانب الاخر هناك ما يقلل من تفاؤلنا رغم عزوتنا العربية ، ذلكم التهديد والوعيد الذي جاء على لسان نتنياهو في خطابه الاستفزازي للعرب والذي تعهد من خلاله للاسرائيليين بتغير وجه الشرق الاوسط بما يلائم ظنونهم في التوسع لدولة اسرائيل الكبرى ( من الفرات الى النيل ارضك يااسرائيل ) ليخفف عنهم جور الهزيمة لدولتهم وجيشها المغوار وجهازها الاستخباراتي الشكلي ولكنه ظهر في خطابه الذي بناه على مايراه من تفكك العرب وحالة الضعف الذي تمر بها دولهم بعد سنوات الحروب الداخلية التي دمرت الجيوش والسلاح الذي كان تحت ايديهم في تلويح بالغزو واحتلال بلاد العرب وكانه ظامن لنجاح الخطة التي مررها على العرب في ظل الغفلة التي يمرون بها وفي نفس الوقت يتكى على الدعم الغربي لتنفيذ المشروع وتقاسم الثروة العربية من خلال مااشاربه الى وصول اكبر حاملة طائرات في العالم والتي تحوزها امريكا ، وفي الاخير تظل امنيات نتنياهو في انتظار تحقيقها على الواقع وتظل دعوتنا اللهم ارفع الغفلة والسبات عن العرب والف بين قلوبهم قبل ان ينال اليهود منهم ويحتلون ارضهم .