الحوثيون وردود أفعالهم المتباينة حول مسار مباحثات السلام
عبدالحكيم الدهشلي
تاريخ النشر: الاربعاء 27 سبتمبر 2023 - الساعة:19:59:06
تعبر ردود أفعال الحوثيون المتباينة بما يخص عملية مباحثات السلام الجارية، عن مواقفهم المتغيرة، والمتسرعة، وإظهار الانفعالات والحماقات بشكل مبالغ فيه، وبشكل متكرر، وحالة التخبط هذه، التي يمكننا تسميتها بعملية الانتحار إذا ما جاز لنا التعبير، لاسيما وعملية مباحثات السلام ،تسير لصالحهم، ووفق شروطهم المسبقة ولو مبدئيًا ، وهذا ما صرح به وفدهم المشارك في إطار هذه المباحثات في الرياض في منتصف شهر سبتمبر الجاري، الذي وصفها بالإيجابية، ومن ثم خطاب مهدي المشاط بعد عودة وفدهم من الرياض المتزامن مع احتفالاتهم ب21 سبتمبر، الذي تحدث من خلاله بأنه قام بتغيير الخطاب في اللحظات الأخيرة اي بعد عودة وفدهم المشارك بمعنى بعد أن اطلع على نتائج مباحثاتهم بالرياض، وهو ما يبين بأنها كانت إيجابية، ووصلوا إلى تفاهمات لصالحهم.
الا انهم سرعان ما ناقضوا ذلك، بالتصريحات المستفزة، والتهديد والوعيد،المتكرر واخرتها ضرب الوحدات العسكرية البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي للملكة العربية السعودية، بالطيران المسيّر، والذي أسفر عن مقتل ضابط وصف ضابط، وجرح عدد آخر من العسكريين البحرينيين.
ورغم نفي جماعة أنصار الله الحوثيون لذلك، الا أن الخارجية السعودية أدانت ذلك وحمّلت مليشيات الحوثي هذه العملية التي سموها بالغادرة والجبانة.
وتصرفات الحوثيون الحمقاء هذه تظهر ضحالة فكرهم وتوجههم، الذي لا يتعدى المساحة التي يسيطرون عليها، وأنهم لا يمتلكون اي لغة أخرى الا لغة القوة،كوسيلة وحيدة للوصول إلى غايتهم.. بينما هذه التصرفات والعنتريات واستعراض القوة، تظهرهم بالعدوانين، ولا يمكنهم تأسيس دولة مؤسسات ونظام وقانون، بل نظام ديكتاتوري، عدواني، لا يمكنهم التعايش حتى مع شعبهم، ولا مع محيطهم الإقليمي والدولي، وبالتالي سيجبر المجتمع الدولي على ضربهم واخضاعهم للتجاوب مع القرارات الدولية، الا اذا كان كل هذه الممارسات والتصرفات بضوء أخضر من اطراف دولية كبرى، تستطيع الدفاع عنهم.
اما بدون هذا الغطاء مستحيل، أن يكون لهم هذه المهابة، التي جعلتهم يهددون الجميع، ويملون شروطهم عليهم ، في الوقت الذي هم فيه، لا يمتلكون ولو 10 ٪ من القوة العسكرية التي تمتلكها إحدى دول التحالف العربي .
وهذه هي الحقيقة، ولهذا أجزم بأنه إذا لم تكن هذه الحماقات تهيئة للانتحار، بالطبع سيكون وراء ذلك دول كبرى تدفع بهم، لهدف جعل منهم عصاها الجديدة، لتهدد بها من أرادت ومتى ما أرادت.