المتابع للشأن الداخلي الجنوبي عن كثب، صار يعلم كل التفاصيل لكل شاردة وواردة، فما بالكم بمن تم تجنيدهم لرصد كل ما يدور، وهم كثر، ومن اطراف عدة،ولم يعد هناك شيء لا يعلموه، بل يعلمون ما لا نعلمه، واساساً جل ما يحصل من ممارسات في جنوبنا الحبيب عن عمل ممنهج، من قبل منظومة الاحتلال والفساد اليمني،واطراف أخرى.
حيث لم يعد هناك مجال الا وتم تعطيله، وإفساده، وليس هناك شيء ممنوع الا وتم إدخاله إلى محافظات الجنوب بشكل عام، وليس هناك شيء مفيد ونافع في محافظات الجنوب الا وتم تهريبه، أو تعطيله.
الحرب على الجنوب وشعبه شاملة وممنهجة طيلة الثلاثة العقود الماضية، وازدادت ضراوة وبشاعة في الخمس السنوات الأخيرة.
المحزن والمؤسف لنا نحن الجنوبيون، اننا قدمنا أكثر من مائة وعشرون الف شهيد وجريح ولازلنا نقدم عشرات الشهداء والجرحى شبه يومياً في مختلف الجبهات والمواقع، وفي نفس الوقت بنعتبر أن الجنوب محرر وتحت قبضتنا العسكرية والأمنية، لكن في حقيقة الأمر، ان جنوبنا الحبيب يدار من منظومة الاحتلال والفساد اليمني، وبنفس الأساليب والنظام اللذان كانا تدار بهما البلاد قبل الحرب.. فقط الذي تغير هو توجيه كافة أحزاب وتنظيمات الشمال سهامها باتجاه الجنوب، وكل حزب أو تنظيم له مهامه الخاصة المكلّف القيام بها.
فمنهم من يدير خلاياه النائمة، والاستخباراتية، ومنهم من يدير عصاباته المنظمة المكلفة بخلق حالة الفوضى وزعزعة الأمن والسكينة العامة، واخر مهمته عصابات تهريب المخدرات والممنوعات، والادوية المهربة والفاسدة، إلى مدن الجنوب، وتهريب منها الأدوية السليمة، والعملة، والآثار، والمعادن، والنفط وغيرها، واخر يدير شبكة الفساد، لإفساد وتدمير ما تبقى، واخر يدير عناصر الإرهاب، واخر مهمته إدارة الجانب الإعلامي، لتزييف الحقائق، ونشر الإشاعات، وزرع الفتنة بين الجنوبيين وووالخ.
واخر مهمته إدارة الأزمات الاستراتيجية المتمثلة بإشعال المواجهات العسكرية في جبهات متعددة، تحت مسميات مختلفة، وأنشأ ودعم كيانات بمسميات جنوبية لخلط الأوراق، وإدخال البلاد في صراعات، ومنها ما هو متعلق بالخدمات الاسياسية والضرورية لحياة الشعب، من مشتقات بترولية، وكهرباء ومياة وصرف صحي وغيرها.
وهناك طرف مهمته تعويم العملة المحلية، وانهيار سعرها امام العملات الأجنبية، وفقدان قيمتها الشرائية.
وهناك طرف مهمته التسهيل والتحفيز لعملية النزوح المسيس ، لمدن الجنوب والاستيطان فيها واغراقها بالنازحين سواء كان من مناطق الشمال، أو من الأفارقة، في الوقت الذي فيه تم بناء مساكن حديثة ومجهزة بكل الوسائل الممكنة للعيش في المناطق الشمالية، بينما مدن الجنوب يعيشون في ظروف اسوأ رغم التسهيلات لهم، وحصولهم على الدعم من الحكومة والمنظمات الدولية.
وكل ما تم ذكره ملموس على الواقع ونعيشه يومياً،
إذن ماذا نحن فاعلون آزاء كل ذلك؟!.
ولماذا نحن الجنوبيون شعب وقيادة صامتون على ما يحصل ؟!
وماذا ننتظر لوقف كل هذه الأعمال الممنهجة التي حولت حياة شعب الجنوب إلى جحيم، لاسيما ولدينا خيارات متعددة، منها استخدام سلطة الأمر الواقع على المحافظات الجنوبية الثلاث التي تحت سيطرتنا ولدينا كل المقومات والمبررات المسنودة بقوة الحق والقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية إذا ما قمنا بذلك .
أو استخدام صلاحيات الشراكة في الرئاسي والحكومة الممنوحة لهما، لوقف كل هذه الممارسات قانونياً وباسم النظام وتحت مسمى الرئاسي والحكومة.
ام افيدونا بما لديكم ونسمع منكم حتى لا نصبح ضحية الإعلام المعادي، والفاسد.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
عبدالحكيم الدهشلي
19 سبتمبر 2023 م