قبل قليل وصلني خبر مؤسف بوفاة أحد الإيقونات الشعبية الجعارية الأخ عبدالله مهدي برتوش الشهير بلقب ( الجرادي ) إثر تعرضه لصدمة سيكل نار قرب الإرشاد الزراعي
اشتهر الجرادي بتعليقاته الظريفة وبولعه الدائم بالغناء بصوت مرتفع في الشارع العام مع عزف العود والإيقاع بفمه ، رجل سالي وضاحك على طول الخط رغم أن حالته في التنك دوما وأبدا ، فنادرا جدا ما تراه الناس في هندام مرتب أو في حالة تدل على اليسر والرفاهية ، وكان موضع إقبال ، وحيثما ذهب تجد الناس يطلبون منه الغناء للتسلية والهزل ويلبي الجرادي بكل أريحية ما ( يطلبه المستمعون ) وهو يضحك وهم يضحكون .
قبل ثلاثة أيام مر الجرادي من أمام بيتي الذي يقع في طريق عودته الى مسكنه خلف أرضنا الزراعية في اتجاه الشرق ، واستوقفته لأسمعه تسجيلا لأغنية ( ابتسم واسلى ) غناها الفنان فيصل علوي في مخدرة في وجود أبو صلاح الخواجه ، وقلت له : اسمع .. اسمع يا جرادي ، وفتحت التسجيل وإذا بصوت أبوصلاح الخواجه :
سبعة شهور .. ثمانية شهور ونحن ما نسمع نغمك .. ثمانية شهور مافيش مخدرة يعني فيها نغم .. وإذا أنا كذاب اللي با يرفع يده هوه معي واللي ما با يرفع يده هو ضدي ... أيش تقولوا يا جمهور ؟ هل بديله في بديله هذا ؟ ..
فقال الحاضرون : لا
فقال لهم الخواجه : وليش ما ترفعوا يداتكم ؟
قال بعض الحاضرين : نحن رفعنا يداتنا
فقال الخواجه : بالأسماء ... بالأسماء
وانفجر الجرادي ضاحكا وقال : الخواجه ينقلب حاجة ثانية في مخادر فيصل .. لو كان في أبين مثل فيصل علوي كنت أنا باكون الخواجه حقه ..
وضحكنا معا بينما واصل الجرادي طريقه متجها الى بيته وهو يغني بصوت عال ويعزف بفمه كالعادة .
رحم الله الجرادي وغفر له وأسكنه فسيح جناته وعزاءنا الشديد لأسرته الكريمة .