بأي حق ستحصل المليشيات على رواتبها من ثروات الجنوب ..!
ناصر التميمي
تاريخ النشر: الاثنين 21 اغسطس 2023 - الساعة:16:25:37
من اعطى الضو الأخضر لجحافل العربية اليمنية بإحتلالنا في عام 1994م وقدم لهم الأسلحة والمال والقرار ،هو نفسه اليوم يلعب نفس الدور في الضغط على شعب الجنوب وحامل قضيته السياسية من خلال تجويع الشعب وفرض عليه حصار خانق في جانب الخدمات لم يسبق له مثيل في تاريخ الجنوب المعاصر كي يرضى بالحلول الجزئية التي يتم طبختها في غرف مسقط مع المليشيات الحوثية تحت مسمى التسوية السياسية وارساء السلام الذي يتحدثون عنه بطريقهتم لخاصة باملاء المليشيات .
نحن في الجنوب منذ ان طهرنا ارضنا من هذه المليشيات الفارسية التي تلقت شر هزيمة ،طبعًا هذا النصر العظيم اغضب القوى الدولية التي كانت واقفة الى جانب طفلها المدلل وتقدم له كل انواع الدعم ،وهي من اوقف سقوط مدينة الحديدة، التي كانت على وشك السقوط في قبضة قوات العمالقة الجنوبية ،لولا الفيتو الدولي الذي وضع امام القوات الجنوبية ،ورضخ له التحالف العربي وشرعية الرئيس هادي حينها ،وهو مامكن من تمكن المليشيات من السيطرة على كثير من المناطق في الشمال ، كلما شارفت هذه المليشيات على التقهقر تم الاعلان عن هدنة من طرف واحد لإعادة الروح في اتباع ايران وامدادهم بسلاح جديد كالمسيرات والصواريخ الباليستية والحراري وغيرها .
الكل يعلم ان المجلس الإنتفالي الجنوبي يواجهة ضغوطات دولية من دول اقليمية واجنبية لإثنائه عن مطلب الإستقلال والقبول باي حلول جزئية ضمن الشرعية اليمنية تفرض عليه ،الا ان قيادتنا السياسية رفضت التنازل عن تضحيات الشعب ومازالت على موقفها الثابت والقوي ولن تتزحزح قيد انملة ،مهما كانت الضغوطات ونن اي دولة شقيفة او صديفة ،ونتيجة لهذا الموقف البطولي المشرف لقيادتتا ،فقد فرض على الجنوب الحصار الإقتصادي وحرب الخدمات والتي تقف خلفها بعض الدول الإقليمية والصديقة الذين يريدون اعادتنا الى زبالة باب اليمن ،بعد ان قدم الجنوب سيل من الدماء الطاهرة ،وهذا لن يقبله عاقل ،والله لن يركع شعب الجنوب مهما كانت التحديات سنصمد وسنأكل لحاء الاشجار مثل مافعل اجدادنا ابان الإستعمار البريطاني وستعصب بطوننا ،ولن نستسلم حتى ولو تخلى عنا الإقليم والعالم سنقاوم عن الوطن وسنضحي بمليون شهيد اخر من اجل استعادة حريتنا وكرامتنا ودولتنا ولو حتى بالسلاح الأبيض والحجر ،ولن نتنازل عن شبر منها لأي كان ،وشعبنا اهلاً لذلك والتاريخ شاهد على كل البطولات التي قدمها شعب الجنوب العربي على العصور الماضي .
انا اعتقد ان الإقليم والعالم لا يعي جيدا حقيقة الواقع المفروض على الأرض ،او ربما لديهم اوهام بأن المجلس الإنتقالي الجنوبي ليس له حاضنة شعبية ،فهذا فهم خاطئ فالإنتقالي يملك شعب قوي من خلفه لا يهاب الموت وهو قادر على قلب الطاولة في اي لحظة وسيفشل اي مؤامرة رخيصة يراد تمريرها من اي دولة عربية كانت او اجنبية والأيام بيننا وسيرى من يحاول استبعاد الجنوب عن اي حلول تسوية سياسية ذلك سيترجم على أرض الواقع ،وعندها افعلوها ماتشاؤون فالمارد الجنوبي سيقف لكم بالمرصاد وقادر على مواجهتكم لانه هو صاحب الأرض ويملك قوة الحق ،ولن تخيفنا طائراتكم ولا قرارتكم ولا اساطيلكم فالميدان بيننا ياحميدان .
كل الذي يدار في اروقة سلطنة عمان من مباحثات سرية ،ليست في مصلحة الجنوب بل تأتي في مصحلة المليشيات الحوثية التي فرضت شروطها وسبق لها ان قدم لها الإقليم والمجتمع الدولي كثير من الإمتيازات رغم انها مليشيات ،وشعب الجنوب يموت جوعاً والمسمى مجتمع دولي يتفرج ويغض الطرف عن كل الجرائم التي ترتكب بحق شعب الجنوب ،هذا سيزيدنا قوة وصلابة في مواجهة كل التحديات والمؤامرات التي يراد فرضها على الجنوب ،وبمباركت بعض الدول والقوى اليمنية التي عجزت على تحرير وطنها ورضخت لإملاءات المليشيات حفاظاً على مصالحها .
المجلس الإنتقالي الجنوبي اعلنها بصراحة وبقوة ولا هو خائف من احد (( موارد وثروات الجنوب حق سيادي لأبنائه )) في اجتماع هيئة الرئاسة أمس ،وهذه الرسالة ستصل الى الدول الراعية لهذه المسرحية التي طبختها سلطنة عمان وهي تصبح في مصلحة المليشيات ،يعني مفادها اننا لن نعترف بأي اتفاق لم يكن الجنوب طرفاً فيه وسنفشله ونحن قادرين على ذلك ،وثروات الجنوب حق سيادي لشعب الجنوب ،ولايحق لأي دولة او قوة مهما كانت ان تتصرف في ثروات الجنوب ،ولن تسمح لأي قوة اي تتصرف فيها الا بأمر من شعب الجنوب ومفوضه السياسي ،وكل اتفاقياتكم بدون الجنوب ستذهب في نهب الريح كسابقاتها وخير دليل المبادرة الخليجية التي اقصت قضية شعب الجنوب ،وكان مصيرها الفشل ،انا اعتقد ان الأمور ذاهبة الى التأزم في المرحلة القادمة لاسيما لو تم التوقيع على هذه الأتفاق الذي سيعطي الحق للمليشيات بالحصول على الرواتب من ثروات الجنوب ،فشعب الجنوب جاهز لأي خطوة قامة جريئة ،حتى لو ادت الى المواجهة العسكرية ،وهذا متوقع في لحظة والشعب جاهز ومتلهف لخوض المرحلة الأخيرة والتي ستكون حاسمة حتى وان تخلى التحالف العربي عنا فنحن لدينا القدرة على هزيمة المشروع الفارسي الذي اصبح يحضى برعاية إقليمية وهذا لا يخفى على الجميع ،ونحن كجنوبيين لن نرضى بأن تذهب ثرواتنا للمليشيات والجوع يفتك بنا ،والكل يقول اليوم بأي حق ستحصل المليشيات الفارسية على رواتبها من ثروات الجنوب ،ولو التحالف العربي والشرعية اليمنية رضخوا للإملاءات الحوثية ،فالمجلس الإنتقالي جاهز للدفاع عن شعب الجنوب وثرواته والحليم تكفيه الإشارة ...!!