ماذا لو عقلها الإنتقالي وتوكل على الله ؟
ناصر التميمي
تاريخ النشر: الاربعاء 16 اغسطس 2023 - الساعة:15:28:58
منذ ولادة مجلسنا الموقر الذي نعتز ونفخر به بين الشعوب ولن نفرط فيه مهما كانت المؤامرات والتحديات أمامنا سنواجهها بكل ما أتوتينا من قوة وسنقدم أرواحنا فداءً لنصرة حامل مشروع أستعادة الدولة وممثلها الحقيقي ،الذي واجهته كثير من التحديات والمؤامرات التي تعامل معها بحنكة وشجاعة واجتازها بنجاح رغم شحة الإمكانيات الا أن أرادة قيادتنا وشعبنا وقواتنا المسلحة كانت أقوى وانتصرت على كل المؤامرات .
فكلما حقق المجلس الانتقالي الجنوبي مكسب سياسي او عسكري ازدادت المؤامرات على الجنوب في كافة المجالات ،وأسوأ هذه المؤامرات الحروب القذرة، هي حرب الخدمات والحرب والإقتصادية التي فرضت على شعبنا المكافح من قبل أعداء شعب الجنوب الذين يرون فيه غنيمة حرب يحق لهم سلب ونهب ثرواته دون حسيب أو رقيب والشعب يكتوي بنار الجوع والفقر دون هواده ،بالتأكيد مهما حاول الواهمون الذين يريدون تركيع الشعب لن يفلحوا قط امام صموده الاسطوري الذي قلما تجده في شعب آخر على المعمورة .
المجلس الانتقالي الجنوبي يكافح من اجل انقاذ الشعب واخراجه من براثن هذا الاحتلال الهمجي ،الا انه ينصدم بكثير من المؤامرات الداخلية والخارجية التي تقف حجرة عثرة في طريق استعادة دولتنا الجنوبية المحتلة ،التي نناضل من اجل استعادتها من بين فكي ومخالب الإحتلال اليمني البغيض .
المعاناة التي يمر بها شعبنا ثقيلة واستمرار الوضع بنفس الحال دون اي حلول لهذا الوضع الكارثي ،فإنه سيكون له انعكاسات سلبية وخطيرة جدا وستفتح الطريق امام الأعداء لتفريخ كثير من المكونات الوهمية لارباك المشهد السياسي في الجنوب لاضعاف دور المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل الرئسي لقضية شعب الجنوب ،لكنهم سييفشلون امام صلابة هذا الشعب الأبي .
البعض اليوم يحمل المجلس الانتقالي كل الفشل الحاصل في البلاد بحجة انه شريك في مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة التي منذ اعلانها قبل بضعة سنين ازدادت معاناة الشعب أكثر من اي وقت مضى لأن الطرف الثاني الذي يتبع القوى اليمنية هو الذي يسير عكس عقارب الساعة ولايريد الخير لشعب الجنوب لأنهم هم الذين مازالوا يسيطرون على مفاصل الدولة ومواردها ويستخدمونها في تجويع الشعب من اجل لي عنقة وفرض مايريدوا عليه لكنهم مهما فعلوا من عراقيل لن يفلحوا وسنتصر الجنوب على كل المؤامرات الخبيثة التي تمولها بعض الدول الخارجية وبعض القوى المحلية .
وامام كل هذا الوضع المزري لايزال مجلسنا الانتقالي يراقب الوضع ويقاتل على الحدود وفي الداخل القاعدة والقوى الاخرى التي تريد اعادتنا الى قفص الوحدة المشوؤمة بكل مسمياتها بامكانيات بسيطة في ظل تخاذل اقليمي ودولي عن تقديم دعم عسكري للقوات الجنوبية التي تقاتل وحيدة عن العالم أجمع ،وهذا لم يحصل لأي جيش اخر في العالم يقاتل في عدة جبهات بامكانيات بسيطة أكثر من قوة تمتلك الاسلحة المتطورة والنوعية ،الا ان قواتنا المسلحة الجنوبية استطاعت تحقيق كثير من الانتصارات والمكاسب العسكرية في وقت محدود ،ولو اوكلت هذه المهام لاي جيش اخر منظم من اي دولة لفشل في تحقيق اي نصر ،الا ان قواتنا الجنوبية تمتلك ارادة قتالية قوية مكنتها من النجاح الكبير في مهامها القتالية .
السؤال الذي لايزال يدور في مخيلتي وبإستمرار هو ماذا لو عقلها الانتقالي وتوكل على الله وفرض أمر واقع في الجنوب وسيطر على موارد الدولة ؟؟ واعلن الحكم الذاتي وشكل حكومة جنوبية لإدارة الجنوب هل سيعارض العالم ؟ طبعا لا العالم سيبارك وسيعترف بالاقوى الموجود على الارض لانه تهمه مصالحه قبل كل شي والذي سيؤمنها له سيتعامل معه وسيتخلى عن الاخرين ،ولنا في المليشيات الحوثية الارهابية عبرة التي اصبح العالم والاقليم يتعاطى معها كأمر واقع وفتح لها الموانئ والمطارات ،ونحن الذين ضحينا بآلاف الشهداء يتعاملوا معنا كشريك مع شرعية الغاب ،فاذا اردنا تخليص شعبنا من العبث الحاصل فالتخلي عن الشراكة مع القوى اليمنية أمر واجب والفرصة مهيأة لذلك فهل يفعلها مجلسنا الانتقالي ويفك الحصار المفروض على الجنوب ؟؟