في الوقت الذي نجد الكثيرين من الصغار يتسابقون على ترتيب اوضاعهم وطلب المناصب كان هناك في المقابل من يتسابق على الموت وطلب الشهاده وفي الوقت الذي نرى فيه البعض يطلب السلامة ويحرص على الحياة وعلى رغد العيش كان هناك من يسكن في جفون الموت ويتحمل قساوة العيش لينتصر لقضيته وهدفه الذي يناضل من اجله وليحقق الحياة الكريمة لاهله ولاناسه في الوقت الذي نرى ونجد كل ذلك امامنا حاضراً ونرى كلاً ينشغل بما يرغب وبما يريد ويتمنى تمكن اخيراً القائد عبداللطيف السيد بافقيه من تحقيق امنيته ورغبته بالفوز بالشهادة بارتقائه صبيحة يوم الخميس الماضي شهيداً وليحقق ما اراده ويلتحق بقافلة الشهداء ممن سبقوه من زملائه ورفاقه الذين قدمو ارواحهم رخيصة على طريق التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب تاركاً خلفه سجلاً حافلاً بالماثر والبطولات سطرها بدمه الطاهر ودموعه العزيزة وعرقه الغالي ...
كلما في الأمر انه طلبها وسعئ اليها وعاش لاجلها وفي النهاية فاز بها وكفى ، إذ لم يكن يريد غير الشهادة ولا شي غير الشهادة كانت تلك رغبته وامنيته في الرحيل شهيداً ومن يعرف هذا الرجل عن قرب او يعرف ولو جزء يسير من سيرته ومسيرته لا يملك أمام هذا الجبل إلا أن ينحني احتراماً وتقديراً لما قدمه حيث نجد انه منذ وعى على نفسه وهو لا يخاف أو يهاب الموت بل كان الموت طوال الوقت قريب منه يحف به من جميع الجوانب خسر الأخوه وابنا الاخوه وخسر الاعمام وابنا الاعمام وخسر الصديق والرفيق تلو الصديق والرفيق وخسر اجزاء عزيزة من جسده لكنه لم يضعف أو يجبن أو يستكين ويترك حربه على الارهاب والإرهابيين اذ واجههم اينما لقيهم وتواجد أينما يحتاج له وطنه وشعبه حيث عاش طوال حياته شامخاً ورحل كذلك شامخاً لم يرضئ أبداً بالدنيئه والذله ولم يستكين أو يهدأ او يتوقف عما هو عليه وعلى ماختطه لنفسه في مواجهته للارهاب وكلما يرتبط بالارهاب ويكفيه فخراً انه لم ينتظر قاتليه لياتو إليه بل ذهب اليهم إلى عقر دارهم وعمل بكل جهد على دك اوكارهم ومعاقلهم اخذاً على عاتقه مهمة تحرير سهول ووديان وشعاب وجبال ابين مثلما أخذ على عاتقه في السابق من تحرير مدن واحياء ابين من شرورهم وبدمه الطاهر ودما جميع زملائه سوى ممن سقطو معه في نفس العملية الغادره والدنيئه وفي مقدمتهم الشيخ كريد الجعدني واخرين او اولئك الذين سقطو من قبل في غيرها من المواقع والاماكن .
أن حزننا على رحيله كبير واحتياجنا له اليوم أكبر واكثر من أي وقت مضى لكن يبقى عزائنا أن الخط الذي سلكه الشهيد واختطه بدمه سينتصر في نهاية المطاف عزائنا أن الشهيد ترك رجال على العهد ثابتون عزائنا أن من حمل الراية من بعده اخيه القايد حيدرة السيد سليل أسرة السيد بافقيه المناضله والذي صال وجال معه في كل معاركه ومواقفه وكان سنده وعزوته في كل موقعة من تلك المواقع وختاماً لا نملك إلا ان نترحم على الشهيد القائد عبداللطيف السيد وعلى كل الشهداء الذين سقطو معه جرا هذا العمل الارهابي الجبان الذي استهدفهم ونترحم على جميع شهدائنا الذين سقطو في ساحات الشرف والكرامه في كل مدن وقرى وسهول ووديان جنوبنا العزيز كما نسال الله التوفيق والسداد للقائد البطل حيدرة السيد قائد الحزام الامني في مهامه مبتهلين إلى الله بان يسدد خطاه وخطئ زملائه وان يجعل على يديهم النصر الذي يتوق إليه كل جنوبي حر ودحر الارهاب وهزيمته من ابين ومن معظم مناطقنا ومدننا وتامين الجنوب من هذه الافه الأخطر علينا جميعاً .