الجنوبيون حسموا أمرهم وحطوا النقاط على الحروف ،وحددوا ملامح دولتهم القادمة في اللقاء التشاوري الجنوبي الذي قطع الطريق الطويل أمام الأعداء واختصر المسافة للشعب الجنوبي الذي عانوا كثيرا من التشتت والاختلاف في الرؤى، ما على الأقليم والمجتمع العربي والعالم الا الاعتراف بالواقع على الأرض الذي فرضه الجنوبيين وعمدوه بدماء الشهداء الطاهرة .
كل الخطوات المباركة التي يقوم بها المجلس الانتقالي منذ تأسيسه إلى اليوم ،هي تأتي ضمن أهدافه الوطنية السامية التي رسمها في برنامجه ويعمل على تحقيقها خطوة خطوة حتى يوم النصر المؤزر وإعلان الدولة الجنوبية الوليدة المنتظرة والتي بدأت ملامحها تظهر للجميع ،بينما أفل نجم الوحدة المذبوحة التي يتشدق بها أصحاب المصالح والبطون الجوفى التي لاتشبع ،واختفت حتى من خطابات الزعماء العرب في القمة الأخيرة التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض ليس هذا فحسب ولم يرد ذكر اسم الوحدة الكارثة في البيان الختامي للقمة ،وهذا دليل قاطع على أن أبناء الجنوب عندما قالوا ان الوضع الحاصل في الجنوب هو احتلال مكتمل الأركان كانوا على محقين فيما يطالبون به ،الآن اللطمة جاءتهم من دول القرار العربي ،ومازال الحمقاء من أبناء العربية اليمنية مصرين على بقاء وحدة الفيد والسلب والنهب ويريدون فرضها على شعب الجنوب مرة أخرى .
نحن ذقنا المرارة من المحتلين اليمنيين الذين سقونا من كؤوس الحرمان والمعاناة وكرهناهم وكهرنا العيش معهم ولم يعد لهم أي قبول في جنوبنا الحبيب نهائيا ،ولا يمكن أن نقبل بأي حلول منقوصة ستعيدنا الى جحر اليمننة الموحش مرة أخرى من أي جهة كانت محلية أو إقليمية أو دولية ،سقفنا عاليا هو استعادة الدولة المختطفة سلما أو حربا ,وعلى المحتل أن يفهم هذا الكلام جيد فما داعي للمكابرة والتخدق وراء مشاريعهم القذرة المرفوضة في الجنوب .
لقد صبر شعبنا مافيه الكافية ،ولن يستطيع الصبر أكثر في ظل المعاناة وحرب الخدمات والرواتب التي يفرضها أعداء الجنوب من أجل تركيع الشعب وكما يقولون للصبر حدود وأعتقد أنا شخصيا أن صبر قيادتنا السياسية قد شارف على النفاذ ،وهذا ماقاله الرئيس عيدروس الزبيدي في مقابلته الأخيرة عبر قناة الغد المشرق ،الذي قال إن الحكومة ستنهار وسينهار المجلس الرئاسي في حال لم يقم بأي حلول سريعة تلبي مطالب شعب الجنوب ،هذا له تفسير واحد فقط أننا سنكون في الجنوب مقبلين على استحقاقات في الفترة القادمة ،وان انهيار مجلس القيادة بات وشيكا خصوصا بعد اتساع رقعة الخلافات داخله ،وتعليق اللواء فرج البحسني نشاطه فيه ومقاطعته لإجتماعاته،وهذا الموقف الشجاع يحسب لإبن حضرموت اللواء فرج البحسني الذي يبدو أنه سيقصم ظهر البعير وكل وادي يأخذ مجراه .
واذا نظرنا إلى الدورة السادسة للجمعية الوطنية وماخرج عنها من قرارات قوية ،والتي كانت في مجملها تصب في مصلحة الشعب الذي نخرت عظامه المعاناة واشاخت به حرب الخدمات المفروضه عليه من قبل الأعداء والعملاء ،وان لها ما بعدها والتي جاء، من ضمنها تمكين شعب الجنوب من ادارة أرضه وثرواته ،وهذا القرار لم يأت اعتباطا كما يفسره البعض من الموهوسين والمتشدقين بأوهام الماضي، بل العكس يؤكد لنا أن الجنوب قادم على خطوة كبيرة ستلجم كل الأصوات والأبواق المأجورة التي دوختنا بالأكاذيب التي يرددونها بين الحين والآخر للتشويش على الانتصارات الملموسة على الأرض في الجنوب .
وكما يقول المثل القافلة تسير والكلاب تنبح ونحن لا يهمنا نباحهم ولاعويلهم أفضلهم يوفروه لهم ويذهبوا بقواتهم التي مازالت في المهرة ووادي حضرموت لتحرير عاصمتهم من مليشيات الحوثي التي تمارس أبشع الجرائم وهم مشغولين بالمجلس الانتقالي الذي أصابهم بجنون البقر وزرع في قلوبهم الرخوة الرعب ،وهز عروشهم العاجية التي صنعوها على مدى ثلاثين عام من عمر الوحدة المشؤومة، ولايريدوا أن يعترفوا بأن وحدتهم المزيفة قد ماتت وشبعت موت أبدأ ،ولكن شعب الجنوب سيلقنهم دروس في التضحية لن ينسوها قط، عندها سيتأكدوا بأن مشروعهم قد زال والى الأبد ،وسنقول لهم لنا جنوبنا ولكم يمنكم ....!!