لم يهن الأستاذ الجامعي كما يهان هذه الأيام، فهل تصدقون أن هناك أساتذة جامعة يعملون بالسخرة منذ أكثر من 15 سنة؟ هل بلغكم أن رواتب بعض الأكاديميين لا تتعدى 85 ألف؟ هل تعلمون أن أستاذ الجامعة الذي كان راتبه قبل 2011م يعادل 1200 دولار، لا يتعدى الآن 200 دولار؟ هل علمتم أن العلاوات السنوية للأساتذة الجامعيين موقفة منذ أكثر 13 سنة؟ هل بلغكم أن الحكومة لم تستهزئ بأي موظف كاستهزائها بأستاذ الجامعة؟ هل سمعتم عن إطلاق العلاوات السنوية وزيادة 30 ألف قبل أكثر من سنتين، ولكنه لم يتحقق منها شيء؟
هل علمتم أن أستاذ الجامعة لا يستطيع أن ينسق لوقفة احتجاجية لانتزاع حقه؟ هل علمتم أن الأكاديميين لا يستطيعون إقناع نقابتهم لإعلان إضراب مفتوح لأسترداد رواتبهم لسابق عهدها بالعملة الصعبة؟ لا تضحكوا إن علمتم أن الأكاديميين في أربع جامعات حكومية لم يستطيعوا حماية جمعيتهم السكنية، فلا تعولوا على أساتذة الجامعات لاسترداد حقوق غيرهم، فإنهم مساكين، ينامون على قول مسؤوليهم احمدوا الله أنكم تتسلمون رواتبكم، وتنتابهم كوابيس قطع الراتب، فيصبحون مستسلمين لما يتسلمونه من فتات لا يفي بشراء بدلة للوقوف بها أمام طلابهم.
لقد أصبح أستاذ الجامعة كومة يأس، لا يستطيع أن يفكر بعقله، وأمسى يفكر بعقلية مسؤوله إن قال له الأمور طيبة، ردد قوله، وإن قال مسؤوله: ظروف البلاد لا تسمح بزيادات، تحول المسكين لببغاء يردد ما سمعه، لقد تدنت مكانة الأستاذ الجامعي، ولم يعد له صوت بعد سقوط جامعة صنعاء بيد السيد، فلا تعولوا على العدد الكبير في جامعات الجنوب، فلا تستغربوا إن رأيتموهم في يوم من الأيام وهم يخرجون، ويرددون: تخفيض الراتب واجب، فما أسعد الحكومة بأمثالهم.