عملية الاستفتاء في كل أنحاء العالم لاستقلال أو انضمام أو قرار مصيري لدولة ما يخص شعب هذا الدولة فقط ولا علاقة للوافدين والنازحين والمهاجرين فيها بهذا الاستفتاء
البريطانيون عندما أجروا الاستفتاء قبل فترة وجيزة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من صوّت في هذا الاستفتاء هم البريطانيون وحدهم ولم نرى أن هناك من شاركهم هذا الاستفتاء حول خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي من الشعوب الأوربية الأخرى أو من المهاجرين والوافدين إليها
اليوم تتناقل مواقع إعلامية ما يتم طرحه من بعض الساسة اليمنيين وبعض دول الإقليم بأن الاستفتاء لمصير دولة وشعب الجنوب من الوحدة الاندماجية التي تمت بين دولتي الجنوب والشمال اليمني عام ١٩٩٠م هو الحل للقضية الجنوبية متجاهلين الظروف المعقدة التي صنعها نظام صنعاء،والتي تم من خلالها طمس الهوية الجنوبية طيلة أكثرمن ثلاثة عقود وتغيير ديموجرافي تم خلاله تغيير التركيبة السكانية في سائر مدن الجنوب وتكديس لسكان الشمال فيها حتى صاروا أغلبيها في بعض هذه المدن الجنوبية
إضافة إلى كل تلك الظروف المعقدة التي صنعها نظام الاحتلال فالتأريخ اليمني الحافل بالتزوير للانتخابات والاستفتاءات وإملاء صناديق الاقتراع بالاصوات المزورة في الانتخابات التي كانت تجرى في هذا البلد الذي انعدمت فيه الشفافية وطغى نظام القبيلة والمحسوبية فيه ونخر جسده الفساد إلى أخمص قدميها بشهادة العالم أجمع ليس من الصعب عليه أن يمارس مهارته في تزوير أي استفتاء،قادم
فكيف سيكون خيار الاستفتاء،حل للقضية الجنوبية في ظل تلك التعقيدات التي لا يمكن القضاء عليها في يوم وليلة بل هي بحاجة إلى سنوات كي يتم استأصالها وبترها من الجنوب
لا أعتقد أن دولة أو مملكة خليجية سترضى أن يشارك الوافدين والمهاجرين والنازحين فيها في استفتاءات مصيرية تخص دولهم وممالكهم ويحدد هؤلاء الوافدين والنازحين والمهاجرين مصير دولهم وممالكهم وشعوبهم الأصيلة
فكيف يريد هؤلاء أن يرضى الشعب الجنوبي وقياداته باستفتاء،لقضيته العادلة في استعادة دولته الجنوبية والوافدين والمهاجرين والنازحين إلى الجنوب من اليمنيين والصوماليين والأفارقة وجنسيات أخرى يحملون هويات شخصية بأنهم جنوبيون وعند اجراء أي استفتاء في الجنوب في هذا الوقت سنجد هؤلاء يصوتون في هذا الاستفتاء بحجة أنهم من الجنوب
على كل القيادات الجنوبيةالمشاركة في تلك المشاورات التي تتم لإنها الحرب في اليمن ألا تتغابى ويتم الضحك عليها و تتنبه لهذا الشرك الذي يراد للقصية الجنوبية أن تقع فيه وأن تدرك أن لا حل للقضية الجنوبية إلا باستعادة الدولة الجنوبية كمطلب شعبي جنوبي خالص