العسر لن يدوم
والشدة لن تطول
والليل يعقبه الفجر .
* إلا حالتين آخريتين
........... في بلدنا ........
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .
شاهدت اليوم بأم عيني امرأة تضرب خديها ؛ وتنحب بشدة وحرقة وألم بالغ ؛ وتقول أولادي الصغار يموتون جوعاً !؟ ياللهول .
* لم استطع فتح الكاميرا وتصوريها لحظتها كان الموقف مريع وحزين ؛ تهتز له كل الضمائر الحية والميتة ع حدا سوى .. كان الموقف أشبه بالفاجعة مؤلم جدا يعصر القلب والفؤاد ؛ أبكى كل الحضور لما كان يصدر من هذه المرأة من كلمات مؤثرة موجعة ..! كما يبدوا أنها مثقفة ومتعلمة ؛ ولكن عجزها أمام توفيرها الحد الأدنى من لقمة عيش أولادها الصغار أفقدها صوابها وخرجت عن طورها إلى الشارع تصرخ وتسنجد بخالقها أرحم الراحمين .. برغم إحساسنا وحسب علمنا مؤخرا من أنها أول مرة تقف عاجزة عن تدبير أمورها وتوفير لقمة عيش أولادها بسبب قطع المرتبات ويقال ( قطع الرأس ولا قطع المعاش )
* أنه موقف مؤلم ومحزن في نفس الوقت ؛ شعرنا بغصة في القلب وألم بالغ ذلك حينما تقف عاجزا عن المساعدة ولو بحدها الأدنى لهذا أو ذاك ! ما نراه أمر جلل ؟
* هكذا هي الظروف الحالية التي وصل إليها معظم سكان الجنوب بل السواد الأعظم منه انه وضع الكارثي ومزري صار لا يحتمل وليس هناك متسع من الوقت للانتظار الذي طال وطال أكثر مما ينبغي !؟ ( بلادنا مليئة بالثروة والناس تموت جوعاً ) شيء لا يصدق !؟
* هذا الموقف شاهدته بأم عيني لامرأة في عقدها الرابع كما يبدوا ؛ ولم ينقل لي بواسطة وكالة ( قالوا ) ريتها - منهكه - منكسرة .. يداها ترتعشان وعيناها تنهمر منهما الدموع بغزارة لم بحياتي مثيلا لها !! كان واضحاً ؛ لم تتمالك نفسها وهي تصرخ بأعلى صوتها فقدت أعصابها وفاض لديها الكيل ؛ انه موقف يدمي له القلب ويتهتز له عرش الرحمن ؛ وقف الكل في ذهول من هول عويلها حتى أنني شاهدت رجل ودموع تملأ عيناه تنهمر بكثافة مشهد درامي حزين ! وهناك نساء تجمعن حولها وشاركنها الدموع والعويل ؛ وحاولن التخفيف عنها ومد لها بعض النقود من هذه وذاك ورفضت بشدة وتقول اني لست شحاته !!
وتتابع القول : كنا مستوري الحال وكشفوا حالنا وسترنا من يتلذووذ بعذاباتنا وتجويعنا مع سبق الإصرار والترصد !؟
وتضيف قائلة :
انزل الله علينا سخطه وولى علينا من ليس فيهم أدنى إحساس بالإنسانية تجاه معاناتنا ؛ وبما وصلنا إليه كما هو حال العامة من هذا الشعب المكلوم !! ضمائرهم ماتت وأخلاقهم اضمحلت ونسانيتهم تلاشت وقيمهم انحلت ؛ لا يمكن أن يتصوره عقل او منطق ؛ استمروا إطالة أمد الحرب والأزمة لأن ذلك وبالعربي الفصيح مستفيدين منها ! يقبضون فوق ما كانوا يتخيلوه في زمنهم ( التعيس زمن العوز ) حيمنا كانوا يعيشون الفقر والمعاناة ؟! نسوا بعد ما ( شبعوا ) نكرر نسوا ما كانوا فيه من أوجاع وجوع ؛ اي نعم نسوا !؟
.... اختم هذا الموضوع وأكد فيه بان هذا السرد ليس قصة قصيرة كما يظن البعض ولا من صنع الخيال أنها منقولة من واقع عشت لحظاتها مع هذه المرأة المكلومة التي غادرتنا وهي تتمتم بكلمات أخرى لم تفهمها ؟ هذه المأساة يعيشها شعبنا الجنوبي العظيم الذي كان مثالا للصبر والتحمل من تلك الممارسات الغير إنسانية والغير أخلاقية حينما تقطع المرتبات والخدمات العامة للمواطنين الذي تعد إحدى جرائم الإبادة الجماعية وأيا كان المتسبب فإنه يعد مجرما يجب مقاضاته أن عاجلاً أم آجلا .!
فضل محمد العبدلي