كانت وستظل عدن عاصمة الجنوب العربي إلى الأبد رغم أنف الحاقدين وأعداء الجنوب الذين يحاولون بكل ما أوتي من قوة إلى تزوير تاريخ الجنوب بإعتبار عدن عاصمة لليمن الكبير كما تروج له القوى اليمنية المعادية لشعب الجنوب وقضيته العادله عبر وسائل إعلامهم الخبيث الذي يعمل ليل نهار على نشر السموم والأكاذيب ويحاولون بها تزوير تاريخنا الجنوبي وجعله تابع للعربية اليمنية .
عدن أم الدنيا وهي واحدة من أقدم وأعرق المدن العربية ،وتحتل موقعاً استراتيجي هام على طريق التجارة العالمي مما جعلها عرضه للأطماع الخارجية على مر التاريخ ،وبعد احتلالها من قبل الاستعمار البريطاني اتخذها قاعدة عسكرية له في الشرق الأوسط وشرع المستعمر البريطاني في إدخال بعض الوسائل التي لم تعرفها المنطقة العربية من قبل مثل البريد والبنوك والمؤسسات التجارية والهاتف وأنشاء فيها أول مصفاة التي كانت حينها تعتبر ثالث مصفاة على مستوى العالم بالإضافة الى إذاعة وقناة تلفزيونية كانت الاولى في شبه الجزيرة العربية،وتأسس فيها اول فريق رياضي على مستوى المنطقة العربية ،وبعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967م حافظ الجنوبيين على كل الممتلكات والمنشآت التي تركها المستعمر واستفادوا منها في تأسيس الدولة الوليدة وظلت كل هذه المنشآت قائمة حتى عام الكارثة الذي دخلنا فيه في والوحدة المشؤومة التي تحولت إلى كارثة على الجنوب وخطيئة تاريخية كبيرة ارتكبتها قيادتنا السياسية في دولة الجنوب سابقآ.
استطاع الجنوبيين بناء عاصمتهم الحبيبةعدن بعد خروج المستعمر البريطاني وحولها إلى جنة انتعش فيها الجانب الاقتصادي والخدماتي من خلال تأسيس المئات من المصانع والمؤسسات والجمعيات التي كانت تذر المليارات للدولة وتطور الجانب الثقافي والفني والفكري ،وحتى التعليم الذي شهد نقلة نوعية وأصبحت دولة الجنوب من أفضل الدول العربية في التعليم والصحة ناهيك عن الرياضة والسياحة والفن والمسرح ،وكانت عدن قبلة للزائرين من كل بقاع المعمورة ، وتعايش أهلها مع كل الطوائف التي كانت موجودة فيها ،وكانت بمثابة القلب النابض للجنوب من كل النواحي،حتى اليوم المشؤوم 22مايو 1990م الذي ذهب فيه الجنوب إلى المجهول بعد دخوله في شراكة الوحدة المغدورة .
بعد اجتياح الجنوب واحتلاله من قبل طواهيش الشمال الذين جاؤوا من دولة المجهول إلى بلاد العلم والحضارة والثقافة والمحبة والتعايش السلمي ،فلم يعجبهم كل ماوجدوه من تطور وازدهار وتقدم حضاري وثقافي وعلمي في عدن زهرة المدائن وأم الدنيا ،وشرعوا مباشرة منذ أول يوم احتلوا فيه الجنوب بالعمل الممنهج والمخطط له بإستهداف كل شي جميل فيها من مدارس ومستشفيات ومعاهد وكليات ومؤسسات ومصانع وحدائق ومنتزهات ومسارح وملاعب وتراث ،وفق الخطة المرسومة من قيادات الشمال الغوغائيين الجهلة ،وحولوا أملاك الدولة في عدن إلى
أملاك تابعة لأمراء الحرب الذين جاؤوا على ظهر الدبابة بحقدهم الدفين وسكبوا جام غضبهم على عدن والجنوب، وغيروا مسارها الذي كانت تسير عليه نحو العلا ،واعادوها إلى عصور ماقبل التاريخ بفعل أعمالهم الوحشية والإنتقامية من عدن واهلها ،واستبدلوا ثقافة المحبة ،بثقافة النهب والسلب والجهل الذي انتشر فيها كالنار في الهشيم بعد أن استهدفوا التعليم وغيروا مناهجه الدراسية واقصوا الكوادر التربوية المؤهلة واستبدلوهم بالجهلة والفاسدين الذين يلهثون ورجال بطونهم الخاوية والمتعطشة للمال الحرام .
منذ تحرير العاصمة عدن من جحافل المليشيات الحوثية الإرهابية والقوى اليمنية ،وسيطرة أبناء الجنوب على عاصمتهم الأبدية وتأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي بدوره شرع منذ الوهلة الأولى في إعادة الحياة والخدمات وتثبيت الأمن فيها حيث كانت هذه من أولويات المجلس الإنتقالي الجنوبي، وكل المحافظين الذين تعاقبوا عليها مابعد عام 2015م بدءا بالشهيد اللواء جعفر محمد واللواء عيدروس الزبيدي وانتهاء بالأستاذ احمد حامد لملس الذي يبذل قصارى جهده مع الخيرين من أبناء عدن والجنوب إلى إعادة اعمار العاصمة عدن التي دمرها الإحتلال اليمني بمختلف مسمياته بدعم الأشقاء في التحالف العربي .
مهما حاول الأعداء النيل من عدن واهلها الذين يعانون الأمرين نتيجة السياسة الحقيرة التي مارستها الحكومات المتعاقبة ،فإنهم سيفشلون عدن في أيادي أبناءها ولن ينال منها أحد من الحمقاء الذين يسعون إلى اغراقها في أتون الصراعات والحروب والفوضى ،عدن اليوم تنفض غبار الإحتلال عن جسدها وإلى الأبد مثل ما تخلصت من عباءة المستعمر البريطاني وعملاءه ،ستطوي صفحة الإحتلال اليمني السوداء وإلى الأبد شاء من شاء وأبى من أبى وستعود عاصمة أبدية للجنوب بحلتها الجديدة ولن يكون فيها مكان لاي خائن أو عميل ،مايقوم به المجلس الانتقالي ومحافظ العاصمة الأستاذ أحمد لمس جهود جبارة وعظيمة تستحق التقدير والثناء لهذا المحافظ الذي يسعي ليل نهار من أجل خدمة أهله في عدن من خلال إعادة الخدمات وإنعاش عجلة التنمية فيها ،عدن اليوم غير في عهد محافظها لملس رغم كل العراقيل التي يحاول زرعها الأعداء أمامه إلا أنه تمكن من أحداث تنمية غير عادية فيها بصبره وعزيمته ودعم القائد عيدروس رئيس المجلس الانتقالي و الأشقاء في التحالف العربي لاسيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ،فالقادم سيكون أفضل لعدن مدينة السلام !.