احتفالات أبناء الجنوب في العاصمة الجنوبية عدن بعد فوز المنتخب المغربي على البرتغال، وتأهله التاريخية إلى المربع الذهبي في مونديال قطر، لهُ دلالاته العربية الأصيلة، وجذوره القومية التي تمتع، وما زال يتمتع به أبناء الجنوب.
لقد كانت القومية العربية أحد أسباب هرولة الجنوب إلى الوحدة مع الشمال، غير أن الشمال ونظام صنعاء عرفوا كيف يحرفون مسار تلك الوحدة التي كانت طموح جنوبي عظيم، فحولها نظام صنعاء من وحدة قومية عربية بين شريكين ودولتين إلى وحدة تسلط، ونهب، وإقصاء، وتهميش، وقتل، وغدر، فما كان أمام أبناء الجنوب إلا إعلان ثورتهم العظيمة، والمطالبة بفك الارتباط، والعودة إلى وضع ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، لكن نظام صنعاء لم يكن يهتم برأي الشعب، وحقه في تقرير مصيره، فحول مطالب شعب باكمله إلى أنها أصوات نشاز تريد فكفكة الدولة، في محاولة منه لإيهام العالم، وأولهم المجتمع العربي، بأن ما يحدث في الجنوب مطالبات لأشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، وقام بعملية تكتيم إعلامي لم يشهد العالم قط، ولكن نظام صنعاء لم يدرك بأن ثورة الشعوب لا تنكسر، ولا تهزمها أي مغالطات مهما كانت كبيرة وماكرة وخبيثة.
اليوم القضية الجنوبية، التي كان يعتبرها نظام صنعاء قضية بعض اشخاص، وصلت إلى العالم أجمع، وأصبح مصير استقرار اليمن، بل والمجتمع العربي بأكمله، مرهونًا بحل قضية شعب الجنوب حلًا جذريًا كاملًا غير ناقصًا ولو شعرة، وذلك الحل يمكن في حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، واستعادة دولته الجنوبية المستقلة كاملة السيادة على حدودها الجغرافية والسياسية المعروفة دوليًا ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، وعاصمتها الأبدية والأزلية (عدن).