المؤسسة العامة للنجارة في ( القلوعة / عدن ) صرح جنوبي عظيم اسسها الزعيم الراحل سالمين بداية سبعينيات القرن الماضي كان لهذه المؤسسة دور بارز في رفد خزينة الدولة بالمال وتشغيل العمالة المحترفة في صنع الاثاث ذات الجودة العالية وباسعار تناسب دخل المواطن حينذاك ، وكذلك صناعة السفن الشراعية والصغير منها وصناعة سطحات السيارات تدرجت بعد ذلك لتتقدم نحو تاثيث مرافق الدولة المدنية والعسكرية ،كانت هذه المؤسسة الرائدة تواكب كل جديد من الموديلات في عالم الاثاث المنزلي والمكتبي ،والتنجيد للسيارات بانواعها وغرف الاستقبال ( الكنب ) ، وصناعة ( عود الطرب ) .
المؤسسة العامة للنجارة احد الاعمدة التي يعول عليها في حال تشغيلها ستساعد الحكومة في تاثيث المدارس والجامعات ومرافق الدولة الجنوبية المدنية والعسكرية وذلك بالعملة الوطنية بدل الشراء لمتطلبات الشعب الجنوبي بالعملة الصعبة والتي الحكومة في اشد الحاجة لها لشراء الاسلحة واستيراد المواد الغذائية .
المؤسسة العامة للنجارة وهذا هو الاسم الاصلي لها ونامل ان يظل كما هو لما لهذا الاسم من عظيم الذكر لارتباطه برمز سالم ربيع علي مؤسسها ومؤسس البنية التحتية لنهظة الجنوب العربي التي اضحت منار ، ليعبث بعد رحيله العابثون بالمنجزات العظيمة لبناء الانسان والمجتمع الجنوبي بكل اخلاص وتفاني قام بها شخص الرئيس سالمين ، واكثر العبث جاء بعد الوحدة اليمنية سيئة الصيت والسمعة ومن قرح يقرح .
اليوم ونحن نناشد قيادة المجلس الانتقالي بتفعيل دور المؤسسة العامة للنجارة بعد سحب قرار عسكرتها التعسفي الذي عملت على اصداره جهات لاتعرف تفرق بين مايفيد وما لايفيد ،ما الجدوى من تحويل مرفق ذات طابع مدني وعمال ليس لهم علاقة بالخطوة النظامية ولغة السلاح ،ومايعرفونه سوى الات النجارة والاخشاب ، لماذا في وطني يتم تحويل اصحاب الفن والمهارة في مهنة ما الى عساكر ؟ لم اجد تفسير لهذا القرار الا افقار الجنوب من المهنيين اصحاب العقول الناضجة وجعل الجنوبيين يستجلبون من يقوم بالمهام من خارج الوطن وهذا ما ذهب اليه الحاقدون لتدمير العقل الجنوبي .
المؤسسة العامة لديها كل المقومات للعودة لسوق العمل من مساحة مغطاة بالعنابر المكتظة بالمكائن في طوابير منتظمة تسمى خطوط الانتاج ، وورش التلميع ، ومخازن للمواد الخام والاثاث الجاهز ، ومعارض البيع ، ومولدات الكهرباء عدد ( ثلاثة مولدات كهرباء ) لتقطية العجز في حالة انقطاع الكهرباء العام ، باصات نقل العمال من الشيخ عثمان وكريتر جديدة ومخزونة في مخازن المؤسسة الاقتصادية في المعلا ، وثلاث قواطر كبيرة ، وسيارات مستوبيشي ( طنجات مغطاة ) لحفظ الاثاث ، وسيارة قلاب لاخراج المخلفات ، اذن المؤسسة العامة للنجارة مافيها سينتشلها من وضعها الحالي لتعود رائدة كم كانت ،فقط تريد عقول ناضجة تفكر ملياً في الارباح التي ستحققها المؤسسة في حال تشغيلها في شهور ، الان حاجة المؤسسة ضخ مبلغ مالي بسيط للديزل واصلاح بعض الالات التي اعتراها قليل من الصداء لوقوفها فترة من الزمن ، وكذلك دفع الرواتب المتاخرة للعمال وتحفيز الناشطين مع بداية عودة التشغيل ، وذلك لعودة نشاطهم السابق .
هذا ايجاز بسيط كتبته في هذه العجالة لعل وعسى من يسمع من قياداتنا ويلتفت للنظر لهذه المؤسسة العملاقة وماجرى لها من تهميش في بادى الامر ثم تدمير ممنهج كاد يقضي عليها لولا عناية الله وروح سالمين التي لازالت تناشد الاحياء هل حافظتم على منجزاتكم بعد الرحيل المبكر بفعل المؤمرة .
دمتم ودام الوطن عامر بقيمه الجنوبية الاصيلة ومؤسساته تزخر بالبذل والعطاء بكوادر جنوبية .