مفارقة عجيبة ! في زمن المعجزات الحوثية المراد تحقيقها بعد ظهور مهديهم المنتظر في صعدة الذي لاينطق الا ( الف الف ) فعقدوا عليها ظانين ان مسالة الرواتب في طريقها للحل طالما ومهديهم لا يعرف سوى لغة النقد المالي فئة ( 1000 الف ريال ) ، وبعد تخزينة قات للمتحدث الرسمي لحكومة صنعاء ذهب ليمتطي المنصة بتصريح شديد اللهجة مخاطباً العالم قال فيه ان القرارات الاممية تحت اقدامه وتحت نعال حكومته ، مؤكداً في سياق حديثه انهم ماضون في تعطيل خطوط الملاحة وضرب المصالح الاقليمية والدولية في حال استمرارها للعمل في استخراج وشحن المشتقات النفطية ،ولن تثنيه التهديدات من شجب واستنكار تعمل عليه دول التحالف العربي والدولي وقال انه كلام لا يفضي الى فعل .
ولاندري ماسر هذا التهكم والتحامل وهو اصلاً ليس له علاقة بشان الارض الجنوبية التي توجد فيها الحقول النفطية ، والحكومة الجنوبية هي من تقرر المنع والسماح حسب ماتقتضيه المصلحة العليا للشعب والوطن الجنوبي .
لم نلمس حتى الان اي تحرك عربي ولا دولي حيال القول والفعل التي تقوم به الفئة الضالة من الحوثيين المسيطرين على اراضي الجمهورية العربية اليمنية مستقلين التراخي الذي جثم على الشعب فيالمناطق الشمالية وذر الرماد على العيون بالتقاضي من قبل المملكة السعودية ومن حالفها من العرب والكيل بمكيالين في اتخاذ القرارات ، والصائب هو تمكين القيادة الجنوبية ان تاخذ بزمام الامر ومساعدتهم لتحرير ارضهم والسعي لتاديب حكومة الحوثيين واسكات صوت من يمارسون سياسة مبنية على تفاهمات غير شرعية وابتزاز خالي من الاعراف السياسية المتعارف عليها في نظام القطبين الدوليين الشرقي والغربي الذي كان يحافظ على التوازن ويمنع الاستقواء بالقوى الامبريالية الرجعية والراسمالية المتوحشة التي لا تعر اهتمام بالقيم والمبادئ الانسانية ، ماضية في تصدير تفسخ اخلاقي للدول النامية في الشرق الاوسط للاقتتال فيما بينها وفي محيطها لابتزازها سياسياً ومادياً ، وذلك من خلال دعمها للفئات الضالة فيها لاحداث صراع يفضي الى تشتيت القرار الجمعي ومنع تقارب العقول الناضجة الناجعة للحلول التي تبنى عليها الاوطان في ظل امان واستقرار مستدام . الحوثيون جزاء من التسويق الذي دابت عليه الانظمة الغربية ونفخت فيه ليصبح تنينها المدلل تحركه وفق حاجتها من النفط والمال العربي .
حكومة صنعاء لم تدرك حتى الان ماهي النهاية التي يريد النظام الدولي ان يختم بها جولتها الشيطانية ومغامرتها الصبيانية متى ما آن الاوان ،حكام صنعاء لايهمهم التاسيس لبناء دولة ولو كان ذلك ما مارسوا الشذوذ السياسي داخلياً وخارجياً ، الى الان لم يدركوا انهم يمارسون الغباء السياسي ولم يدركوا ان اللعب على المتناقضات ليس من يوصلهم لبر الامان ، عن ماذا يدل؟ تصريح يحمل تهديد صريح لدول عظماء لناطق حكومة لم توفر رواتب موضفينها ولم تستطع تقنين جميع مواردها وترشيدها لصالح شعبها من خلال دفع الرواتب لمن يستحقها ، حكومة مزنوقة في ضائقة بسيطة كيف لها ان تهدد مصالح العالم ،
علمنا ان التفسخ الاخلاقي الذي حصد حضارات ودول جاء بعد عمراً مديد من الرخاء ورغد العيش والمباهاة بالنمو الاقتصادي والنهوض العمراني والتسليح الجيد وفي هذه الحالة يتسرب الغرور لدى الساسة فيذهبوا بعيداً عن الاخلاق والقيم ويعيشوا البحبوحة . ولكن الحوثيون مستعجلين يسابقون الزمن ولم يدركوا انهم في طور النشوء وعليهم ان يتخلقوا باعراف المقامات التي يجب ان تتوفر لمن يريد بناء دولة والتي اولها اصلاح حال الرعية وتوفير زادهم وملبسهم واحترام الراي والراي الاخر قبل الذهاب في مغامرات غير محسوبة النتائج وكسب عداء مع الجار القريب والجار الجنب ليامن حدود دولته ،والعكس ماتفعله حكومة صنعاء وهذا التفسخ الاخلاقي الذي يقرب اجلها .