تشهد مدينة عدن حالياً قطعاً وإغلاقاَ لبعض شوارعها وطرقاتها باستخدام الحجارة واحراق والإطارات المحترقة, وتسبب ذلك في توقف حركة التنقل وتعطيل مصالح الناس الى جان تلوث الجو بانتشار أدخنة الإطارات التي نراها تتصاعد في عدة أماكن في مدن عدن والتي تهدد حياة كثير من الناس وبالذات مرضى القلب والصدر والربو, حيث يحاول القائمون والداعمون لهذه الأعمال الفوضوية, بخلق الحجج والأعذار لشرعنتها على اعتبار أنها تهدف لمطالب وحقوق مجتمعية, لهذا يختلف الكثيرون معهم مؤكدين عدم أحقيته ومخالفة للحق والقانون للقيام بأفعال وممارسات كهذه تؤذي وتعطل الحياة العامة, وتهدد الممتلكات الخاصة والعامة, وبذات أن البعض مرضى ويأتون من مناطق بعيدة ومسافرون مرتبطين بمواعيد ورحلات برية وجوية,
من حق أي مواطن او مجموعات أن تعبر عن رؤاها ومواقفها سياسياً واجتماعياً وعما تعانيه وتطالب به, بالطرق السلمية والايجابية, من خلال التظاهر والتجمع الجماهيري ورفع الشعارات المعبرة عن القضايا والأزمات التي ينادون ويعبرون عنها,
يجب على المواطن أن ينبذ مظاهر العنف وإقلاق السكينة العامة, وأن يرتقي لديه مفهوم الوعي السياسي والمجتمعي للأحداث الطارئة على المجتمع, بحيث لا ينساق وينجر وراء العاطفة او التعصب المناطقي, وينجرف معها ويذهب في أفعال لا تحمد عقباها وجدواها, ولا تاتي بأي إضافة وجديد لقضيته ومطلبه عند الراي العام,
خاصة أن الذين يقومون بها مجموعة صبية لا يدركون ما يقومون ويؤثرون به على حياة المجتمع, مدفوعين من جهات ومجموعات مجهولة الهوية تحركهم من وراء الستار, وفي الحقيقة يظهرون وجه اخر للمثقف المتحضر الناقد لهذ التصرف والموجه الغوغائي,
أن الاعمال المعبرة عن احتياجات ومطالبات المواطن شرعية وكفلها القانون والدستور, وتكمن بالدعوة للنزول لمظاهرات ووقفات احتجاجية معبرة وسلمية, ترفع شعارات وأصوات واضحة ومعلومة, مهما كانت قليلة ومحدودة العدد, الا أنها تشكل صوت معبر عن أرادة جماهرية للتغيير والاصلاح, وتتبعها إجراءات وأفعال تصاعدية حتى يستجاب لها, أما بهذه الصورة المعتمة إلا من ضوء الحرائق, تظل عاجزة وتفقد تأثيرها ومردوها لدى الجهات المسولة, لثقتهم وعلمهم أن أغلب المواطنين يستنكرونها ولا يدعمونها, مراهنين على آثرها السلبي وفشلها المحتوم,