يوم أمس الجمعة طوينا عام 2021م بأحزانه ومآسيه وجراحه وأفراحه، التي أجزم بأنها تكاد معدودة وبعدد الأصابع.. عام مضى ودعنا فيه الكثير من الأحبة الذين كانوا معنا وبجانبنا طوال عقود من الزمن، منهم من انتقل إلى دار الآخرة ومنهم من حجبته ظروف الحياة وتقلباتها عن أنظار الناس، فأصبح حبيس منزله، وفي المقابل تغيرت أحوال البعض من الناس وصاروا ما بين غمضة عين ممن يشار إليهم بالبنان، ولا نجد في هذا الوصف أبلغ مما قاله شاعر يافع والجنوب الشهير الشاعر ثابت عوض اليهري حين قال:
شفنا مساكين كانوا يشتروا صاع حب
واليوم ما حصلوا صراب يوم الصراب
اليوم صاروا رعية يملكون الجرب
قل كيف حازوا على هذا بعلم الغياب
كانوا مصابين بالاشمينيا والجرب
واليوم أطباء تجاره همهم لكتساب
وناس كانوا تبع للناس مثل الجلب
والليلة الحظ حالفهم وصاروا ذياب
وناس كانوا يعيشوا في عشش من قصب
واليوم معهم عماير ناطحات السحاب
وناس كنا على ظهره نشد القتب
واليوم هدار له هدره طويل النياب
وكم من الناس صاروا يعتلون الرتب
وأمس كانت عليهم داويات الذباب
وصاروا يتناولوا وجبه بأواني ذهب
ذي أمس كانوا بيترموا على كل باب
والبعض ذي لا سمع صوت الرصاصه هرب
واليوم شاجع بيتحدى الرؤوس الصلاب
عام مضى وأطل عام آخر حاملا معه آمال وتطلعات شعب يرزح تحت وطأة حرب دمرت الأخضر واليابس منذ أكثر من ست سنوات، تبددت خلالها كثير من الأحلام والأمنيات بأن تتوقف هذه الحرب ويعود كل نازح ومتشرد إلى دياره ليكمل ما تبقى من عمر أخذت هذه الحرب جزءًا ليس بالقليل منها.
المعطيات جنوبا يبدو بأنها تبشر بعام الانتصار والخلاص والتمكين لشعب الجنوب باستعادة أرضه وطرد ما تبقى من فلول الاحتلال الجاثم على صدورنا منذ عقود من الزمن، وآن الأوان بأن ينزاح هذا الكابوس ونتنفس الصعداء بتطهير آخر منطقة من مناطق جنوبنا الحبيب من رجس ودنس مليشيات الحوثي والإخوان الإرهابية.
نتمنى أن يكون العام 2022م عامًا خاليًا من الأوجاع والآلام والكوارث والمجازر شمالا وجنوبا، وأن يكون عام الخلاص والتحرر، وأن تتوقف أصوات الرصاص وتحل محلها أصوات التنمية والإعمار والأفراح والمسرات.