بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، خاتم النبيين، محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه من واجب الوفاء والعرفان أن أقف بينكم اليوم باسم نقابة هيئة التدريس ومساعديها مؤبنًا زميلًا عزيزًا، وشابًّا طموحًا، وأكاديميًّا مهمًّا، فجَّر طاقاته الإبداعية لطلابه، وسخَّر كل إمكانياته وقدراته ومهاراته التدريسية.
وباسمي شخصيًّا أشكر لكم حضوركم ومشاركتكم لنا هذا الحفل التكريمي التأبيني لفقيد كلية التربية ردفان بشكل خاص، وجامعة عدن والوطن بشكل عام، أنه
الدكتور: فضل صالح مثنى الحجيلي، وأشكر عمادة كلية التربية ردفان، وكل منتسبيها؛ للقيام بهذا الحفل،
والشكر موصول لرئيس اللجنة النقابية لسعيه الجاد والحثيث ومشاركته الفاعلة في إنجاح الحفل.
وأتقدم لأسرة الفقيد بأحر التعازي وأصدق المواساة، وأسأل الله أن يلهمها الصبر والسلوان وحسن العزاء وموفور الصحة وطول العمر.
الإخوة الحاضرون جميعًا،ً
أقف ونفسي كئيبة وفيها حزن كبير على فقيد الصرح العلمي جامعة عدن، وفي هذه اللحظات وإزاء هذا المصاب الجلل الذي يغلف نفوسًا كثيرة، تصبح الكلمة عاجزة عن الرثاء، فمشاعر الحزن على رحيل زميلنا الحجيلي تزيدنا حسرة، والقلب يحزن، والعين تدمع لفراق من كان بيننا بالأمس،
وسبحان الله القائل: "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"، وقـال تعالى : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ وإليك عليهم صلوات من ربهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون ".
لقد غادر إلى ملكوت الله
زميلنا وأخونا الدكتور: فضل الحجيلي، يوم الأحد الموافق ١٧/ مايو/٢٠٢١م، وللفقيد بصمات نضالية مشرقة في كل المراحل والمنعطفات، قدم خدمات جليلة لأهله وطلابه ومديرية ردفان ولوطنه، وبذل جهودًا كبيرة في كل الإدارات التي تبوأ قيادتها، وكان رمزًا أكاديميًّا فاعلًا ومخلصًا، وشابًّا طموحًا، وقياديًّا متميزًا، سعى إلى لمِّ الشمل ورفض الجهوية الهدامة، ودعا إلى ترسيخ التصالح والتسامح الحقيقي، وتجسيده على الواقع الملموس والعملي،
ونشر روح المحبة والتآخي والوئام، وهذا هو شعار أهلنا في ردفان العزة والمجد والشموخ ، ردفان الثورة والكرامة والنصر.
وللفقيد الدكتور علاقة متينة، وصداقة واحترام مع كل زملائه بشكل عام، ومع المعينين أكاديميًّا في جامعة عدن، وكان من اللجان المتابعة لاستكمال إجراءات المعينين، وقد توفاه الله سبحانه وتعالى قبل أن يصل إلى هذا اليوم، الذي كان طموحه وطموح زملائه أن تعالج مشكلة الخفض والإضافة، وأن تتم التسوية ، ولكنها تأخرت كثيرًا؛ بسبب تعجرف بعض الجهات المختصة.
ومع هذا فإن نقابة هيئة التدريس التي تبنت قضية المنتدبين من أول وهلة، ودافعت عنهم في كل اللقاءات والاجتماعات حتى انتزعت قرارات التعيين لهم، ستظل على الموقف نفسه في الجدية والمتابعة لهم جميعًا؛ حتى يتم إصدار الفتاوى واستكمال الاعتمادات المالية لهم في أسرع وقت ممكن، ومن دون تلكؤ أو مماطلة، مقدرين ما قاموا به من خدمات مجانية في كليات جامعة عدن وأبين لسنوات؛ حتى يتحقق الحلم المنشود الذي ناضل من أجله فقيد الصرح العلمي فضل الحجيلي، وستبذل النقابة جهدًا جهيدًا في رعاية أسرة الفقيد الحجيلي، وتسهيل الإجراءات لأبنائه في مواصلة الدراسة، من دون رسوم دراسية، وستتابع النقابة بالتنسيق مع رئاسة الجامعة طباعة أبحاث الدكتور بما فيها رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه.
الحضور الكريم لقد غادر الدكتور فضل الحجيلي مبكرًا، وخسر الوطن برحيله هامة علمية كبيرة.
لقد كان الفقيد الحجيلي رمزًا فاعلًا من رموز الفكر والريادة والنضال والقلم، رحل عنا ولكن بصماته وإشراقاته جعلته بيننا حيًّا دائمًا، وسيبقى حيًّا في ذاكرة
التاريخ والأجيال إلى ما شاء الله تعالى .
وأرجو ان تسمحوا لي أن اقتبس من مشاعركم ما يليق برفع هذه اللحظة إلى مستوى الإحتفائية والتكريم، فهي لحظة الصدق مع الذات والإنسان الذي اجتمعنا اليوم من أجل تأبينه، فبالصدق وحده يمكننا أن نستعيد الحجيلي حضورًا إنسانيًّا، وأستاذًا فاعلًا مخلصًا، وشخصية أكاديمية فذة ومتميزة.
ولا يفوتني أن أسجل لكم ما هاجت به قريحتي من تلك القوافي الحزينة، وأن ألقي على مسامعكم هذه المرثية الموسومة ( الحجيلي والرحيل المبكر ):
فقدنا الحجيلي الحصيف النبيلْ
وقد كان في الصرح رمزًا أصيلْ
سما في المعالي وبصماتهُ
لها في الروابي نسيمٌ عليلْ
بردفان شعَّ لنا نورهُ
وقد كان نجم النجوم سهيلْ
وكان شجاعًا وغاياته
تنادي بروحِ الودادِ الجميلْ
وفي مَوطِن الخير حقًّا سما
وفي محفلِ العلمِ يعلو الحجيلْ
لقدْ غابَ عنَّا الحجيلي الفتى
فجاءَ الوداعُ وجاءَ الرحيلْ
خسرنا الزميل الصديق الوفي
ومن ارتقى بالنضال الطويلْ
وردفان في حزن في مأتمٍ
وجمهورهُ في صراخٍ عويل
حجيلي الزميل الوفي لمْ يغبْ
فما زال نبراسنا والدليلْ
ومازال حيًّا ببصماتٍهٍ
وروح التآخي شعار الزميلْ
وكان صريحًا وذا دأبهُ
ومايشبهُ الفضل إلا القليلْ
فلابدَّ انْ نحتفي كلنا
بفضل الحجيلي الحصيف النبيلْ
فندعوك يا ربنا رحمة
وأن تسكن الفضل خلد الأصيل
بفردوسها يصحب ألمصطفى
وأبرار في روضها والخليلْْ
وخلاصة القول فإنني أتوجه بخالص الشكر والعرفان والاحترام إلى اللجنة التحضيرية؛ على هذا الجهد والعطاء المتميز، والشكر موصول لعمادة كلية التربية ردفان ممثلة بالأستاذ الدكتور على صائل خالد،
ولرئيس اللجنة النقابية بالكلية الأستاذ بلعيد صالح؛ لرعايتهم الكريمة لهذا الاحتفال التأبيني لفقيد الصرح العلمي
الدكتور فضل الحجيلي.
ونسأل الله جلَّ في علاه أن يرحمه رحمة الأبرار، وأن يتغمده بعظيم مغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته.
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".
ا.د فضل ناصر مكوع
رئيس نقابة هيئة تدريس جامعة عدن