سمعنا، وقرأنا عن رفض ناصر والعطاس لدعوة المجلس الانتقالي للحوار الجنوبي الجنوبي، وقرأنا أن هذا يمثل علاقة التابع بالمتبوع، إذن ما البديل للحوار عند ناصر، والعطاس؟
علي ناصر محمد سياسي من الطراز النادر، ولكن رفضه للحوار شيء مستغرب، خاصة في ظل سيطرة المجلس الانتقالي على الجنوب تقريبًا، وفي ظل عدم تقديم الرئيس ناصر لحلول تصب في مصلحة الجنوب، أو تدعو لحوار بين فصائل الجنوب الأخرى، لم أسمع منه شخصيًا، ولكنني قرأت ذلك في وسائل التواصل فقط، وأظن أن ناصر لن يفرط في أي دعوة للحوار.
كذلك قرأت عن رفض المهندس حيدر أبوبكر العطاس لهذا الحوار الذي يمثل طوق نجاة للجنوب في ظل هذه المتلاطمات السياسية والعسكرية، وفي ظل وضع لا يحتمل مزيدًا من التشتت والمناكفات السياسية والعسكرية، فالمواطن الجنوبي مل كل النزوات السياسية، ويأمل في حوار يخرج البلاد مما هي فيه.
السياسيان العملاقان الرئيس ناصر، والرئيس العطاس جانبا الصواب هذه المرة خاصة في مسألة تدعو لحوار، ففي الحوار تطرح وجهة نظرك، وتسمع لوجهات النظر الأخرى، أما أن ترفض المشاركة في حوار قبل أن يبدأ فهذا خطأ وقع فيه السياسيان الكبيران العطاس وناصر، ولعل لهما مبررات، ربما نسمع عنها في الأيام القادمة، ولكن مهما كانت المبررات، فالأجدر أن تتلقف كسياسي حصيف أي مبادرة للسلام، والحوار، وحقن الدماء.
أعتقد اعتقادًا راسخًا أن ناصر، والعطاس، والانتقالي، وكل الفصائل الجنوبية هدفهم الانفصال، ولكن كل طرف منهم له وجهة نظر في كيفية الانفصال، ووجهات النظر هذه سيفصل فيها حوار وطني جامع، وإلا سنظل ندور في حلقة مفرغة، ولن نستطيع الانفصال ولا العودة إلى الدولة الحاضنة الأم، وسنظل نتقاتل ونتناحر، ولن يستفيد أي طرف، فالحل هو الحوار، فالحوار يقرب وجهات النظر، وستنبثق عنه لجان لدراسة مقترحات كل طرف والبناء عليها، لنخرج مما نحن فيه اليوم من عدم وحدة الجنوبيين، فلنلحق فرصة الحوار وإلا سنبحث عنها في الوقت الضائع، ولن نجدها، فاليوم دعوة لحوار جنوبي جنوبي، وربما نصل بعد ذلك للبحث عن هذا الحوار ولا نجده، فليذهب الكل إلى حوار يحقن دماء الجنوبيين، فيكفي ما سالت من دماء طاهرة، ويكفي ما أزهقت من نفوس وبريئة.