إن مفهوم الإحتكار الإقتصادي هو الحالة القصوى أو الأعلى من الرأسمالية مع وجود بعض الاستثناءات، لكن تبقى فكرة وجود طرف أو موفر واحد فقط تقريبا لسلعة أو خدمة تجسيداً حقيقيا للفكر الرأسمالي الجشع، أو بمعنى آخر فإن الإحتكار يعني غياب المنافسة وانعدامها ومن ثم السيطرة على السوق وبسط الهيمنة التي تحاول الحكومات مقاومتها.
والاحتكار يفسح الطريق أمام شركة أو كيان بعينه إلى بسط هيمنته وفرض منتجه مهما كانت درجة جودته وبالسعر الذي يريده نظرا لعدم قدرة المنافسين على مواجهته، ومن ثم تتعاظم أرباح ذلك الكيان الذي قد ينافس نفسه في بعض الأحيان عن طريق شركات أخرى تعود ملكيتها له.
ولأن الإحتكار يهدد كيان الدولة فإن وضع القوانين الصارمة لمواجهته يعد أساسياً لخلق توازن في الأسواق وإبعاد فكرة السيطرة عن السوق وتضخم الثروات الفردية على حساب الطبقة الكادحة.
بمعنى آخر الإحتكار وصناع السياسة الاقتصادية لا يجيدها إلا خبراء الإقتصاد، وليس كل الخبراء، كما قالها الزميل العزيز نصر هرهرة في صحيفة الأمناء بعددها الأخير يوم الخميس، وأنا أزيدك ياعزيزي هرهرة من الشعر بيت: كلهم لا يفكرون بالوطن والمواطن وكلهم سوف يدوسونهم بأحذيتهم الغذرة وأياديهم الفاسدة الملطخة والتي لا تأكل إلا الحرام.
وأقول لك أن هؤلاء المحتكرون للسلع الغذائية، كيف بالله عليك مطاحن كثيرة في عدن وسعر الكيس الدقيق في عدن أغلى من صنعاء، وفي صنعاء سعرة منخفض، وسعر السكر كذلك في عدن أغلى من صنعاء والسعر بصنعاء منخفض وكذلك سعر الأرز، والكثير من المواد الغذائية...كيف يعقل أن يكون الميناء بعدن مفتوح والسلع الغذائية في غلاء مستمر...
قد نحن صابرين وساكتين ولا نعرف نوعية البر التي يأتينا من بلاد تنكة بلاد النامس أم من استراليا أم من روسيا، ولكننا نقول أنه لابد من رقابة صارمة على البر الذي يدخل الى المطاحن والقادم من دول الخارج، وهل هو حق الأعلاف أو للاستهلاك البشري؟ وهل هيئة المقاييس والجودة تشرف على دخول البر (القمح) إلى الميناء الخاص بهم في عدن...نحن كمواطنين لا نعرف جودة القمح الذي يدخل الى مينائهم وهل هو أولى أو ثانية أو سابعة أو عاشرة.
انا مستغرب من هذه الدولة وإن كانت هناك دولة فعلاً..!! ولماذا لا تستخدم دولة الشرعية سياسة قائمة على الإهتمام بالمواطنين ومصلحتهم تضرب بيد من حديد وتعمل على ضبط الأسعار وتخفيف معاناة المواطنين....ألخ.. أقلها مثل حكم الحوثي وليس كباقي دول العالم النامية... ويغلق هذا البنك وينذر هذا التاجر لأنه ارتكب أخطاء على المواطن والوطن وعلمتنا الحياة أنه لايريد إلا من يصفعه يمشي معه على الصراط المستقيم.
فأقول لابد من كل الجهات والسلطة الرابعة ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء أن يتحركون بصف واحد لضرب التجار الفاسدين الذين لا يراعون قوت المواطن والوطن في ظل الحرب ولا يهمهم سوى الكسب المادي (انا ومن بعدي الطوفان)..علينا جميعاً أن نقف ضد الظلم المجتمعي وإلا فإن الوطن سيكون في مهب الريح.
لا بد أن تعرية هذا التاجر وهذا الفاسد السياسي ونبدأ أولا نبحث أين ذهبت مبالغ الوديعة السعودية وفتح هذا الملف ومعرفة من الذين صرفت لهم بغرض إستيراد مواد غذائية..ونحن نعرف أين ذهبت تلك الأموال التي صرفت ومن المسؤول عليها ومن الذي بقوت الشعب وبالاسماء نرفعها....ونقول لهذا الفاسد انت فاسد وهذا التاجر المتلاعب قف عند حدك.. ونبدأ بتحريك تلك الملفات ونقول: الجوع كافر وسيسحق الجميع وهذه قنبلة موقوتة.
على الجميع البدء بتحريك تلك الملفات وسرعة التحري فيها وإلا الشعب سينفجر بوجه الجميع ولطامة الكبرى قادمة قادمة لا محال لها.
،،، والله على ما أقول شهيد،،،