هكذا يموت الأبطال الشجعان والمناضلين الشرفاء .. يحز في نفوسهم إلا تمتد إياديهم لأحد حتى وهم يتضورون جوعا وهم يرتنحون فوق فراش مرضهم يكابدون الٱلام وأوجاع المرض . . هكذا يموت الوطنيون الشرفاء ..شامخون شموخ الجبال لا يستجدون من أدار ظهره لهم لسبب أو لآخر .. هكذا مات فقيد الوطن ونصير الفقراء والمعدمين وذوي الحاجات الخاصة والمهمشين والمرضى والمظلومين الأستاذ محمد الحاج سالم الشحيري .. فضل " أبن الحاج " حياة العزة والشموخ لا حياة الذل والمهانة ومات في بيت يحوي غرفة ومطبخ صغير وحمام قام باستئجاره بسبب ظروفه الصعبة وهو الهامة الإعلامية والشخصية الاجتماعية والاعتبارية والسياسية التي يشار إليها بالبنان في محافظة أبين والجنوب بل واليمن عامة إذ تبوأ مناصب منها مدير عام مكتب الإعلام والثقافة أبين ورئيس منتدى أبين ورئيس موقع أبين برس ومدير عام مكتب دائرة الثقافة والإعلام بالأمانة العامة لمجلس الرئاسة .. هكذا ظل الفقيد محمد الحاج سالم يعطي ولا ينتظر المقابل من أحد .. يده تمتد لتتلقى منها أيادي المحتاجين والمعوزين والمرضى ما يساعدهم على مواجهة ظروف الحياة الصعبة .. وفوجئت كغيري من الناس بوفاة هذه الهامة الوطنية وأصابني كثير من الحزن والأسى لما له من تأثير في حياة الناس ووفاته خسارة كبيرة لمحافظة أبين والوطن عامة وقررت أن أكتب عنه هذا الحيز المتاح لي
كيف لا أكتب عنك يا أستاذي الفقيد محمد الحاج وأنت المناضل الشجاع في مواقفه الإنسانية وقيمه النبيلة .. أنت الإنسان في معاملاته ، والأب الفاضل في مكارم أخلاقه . . المعين في نجدته حين يستغاث به من ذوي الحاجة والعوز . . كيف لا أكتب عنك وأنت صاحب اليراع الرشيق والسهم القاتل الذي لا يخطأ رموز الفساد والمجرمين وناهبي ثروات الوطن والشعب ، وقد أعلنتها صرخة مدوية ضد مظاهر الفساد والعنف في أبين 2009 - 2011 - ثم تألقت في مواقفك المتميزة في 2012م وحتى قبيل وفاتك.
كنت أيها الأستاذ سابقاً في السباق التصدي للابتزاز ولزمر الفساد وكنت مدافعا صلبا عن الوطن وقائده الرئيس هادي ..شنوا عليك الحملات الإعلامية والسياسية شككوا في وطنيتك...اتهموك وقذفوك ولم تبال..حاولوا في نهاية العام 2010م اغتيالك وفشلوا حاولوا خطف ولدك من مدرسته وفشلوا ولكنهم نجحوا في خطف سيارتك وأحرقوا مزرعتك مع مزارع المواطنين وكنت آخر مسؤول يخرج عنوة من أبين إلى عدن حين سقطت زنجبار بيد المسلحين ..
اليوم وبعد أن فارقت روحك الطاهرة إلى بارئها اتذكر أدوارك الإنسانية والوطنية التي سجلها التاريخ في أنصع صفحاته لتكون شاهدة على أحداث الزمان والمكان في تلك المحطات العظيمة وأبرزها حين عندما وظفت علاقاتك وأرسلت عدة قوافل من آليات بها أكثر من مائة وعشرين مريض أطفالا ومعاقين وشيوخ ونساء إلى مستشفيات صنعاء والأردن برعاية فخامة الأخ الرئيس هادي (حفظه الله) .. لقد قمت أيها الإنسان الفاضل يا نصير بأعمال بطولية لا تعد ولا تحصى وأنصفت المظلومين ولم تجد من ينصفك في دنياك ولكن الله سيوفيك الأجر والثواب في آخرتك .
كنت أيها الفقيد " محمد الحاج " سباقا في تكريم المبدعين والصحفيين والإعلاميين والأدباء والشخصيات الوطنية وأبرزهم أستاذ عبدالله محمد قاسم القيادي السابق في الحزب الاشتراكي والمناضلات من جمهور النساء ولعل المناضلات آمنه محسن العبد رئيسة أتحاد نساء اليمن تعلم ذلك بل وشاركت وعيشه احمد حسين ونعمه ربيع علي (شقيقة الشهيد سالم ربيع علي) وخديجة بانافع .. والأستاذة فنه الصومالي...والتربويين القدماء كشيخ التربويين الأستاذ علي مبارك حسين.
وكنت سباقا في تكريم أسر شهداء الأمن السياسي
أنت يا " أبن الحاج " ظاهرة وطنية اكتشفت انك عشت محروما من أبسط حقوقك المشروعة كونك وكيلاً منذ العام 2008م بالرغم من موقعك القيادي والمهام الجسام التي أسندت إليك في أوقات سابقة بصنعاء بالرغم من علاقاتك الواسعة مع كبار القوم في صنعاء حينها .
وبهذا المصاب الجلل أتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لأسرة الفقيد بشكل خاص ولمحافظة أبين والوطن بشكل عام سائلين الله جل في علاه أن يرحمه بواسع رحمته وأن يتغمده بعظيم مغفرته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم أهله وأسرته ومحبيه وذويه الصبر والسلوان
إنا لله و إنا إليه راجعون
فنم قرير العين فقيد الوطن " أبن الحاج "ولا نامت أعين الجبناء .