مدرسة الدخلة مدرسة في التربية والتعليم والرياضة
أنور الصوفي
تاريخ النشر: الاثنين 15 مارس 2021 - الساعة:17:27:44
يرفرف القلب، ويئن من الشوق عندما يتذكر قلعة العلم، ومنارة المعرفة، وجذر التعليم، وشموخ التربية في منطقة دثينة، فمن بين جدرانها التي جددتها الأيام تخرج فيها الخريجون الجهابذة، وتسنمو مرافقهم، وتخصصاتهم، ففيها تخرج الأطباء، والأساتذة، والأكاديميون، والإعلاميون، والخطباء، والأئمة، والقادة، والرياضيون، والباحثون عن العلم والمعرفة في بطون أمات الكتب، والمصادر والمراجع، فما من مرفق في أبين أو عدن إلا ولمدرسة الدخلة ابن فيها، ونابغة من نوابغها.
يشعر قلمي بالفخر وهو يكتب عن مدرسة الدخلة، فأخاله ينظر إليَّ وهو يقول أمعقول أنا أكتب عن هذا الصرح العلمي الشامخ؟ فأومئ إليه أن استمر في الكتابة، فهذه المدرسة مصدر حروفك، ومنها تعلمت الخط، وفيها تخرجت فاكتب ولك الفخر، فبمدرسة مثل مدرسة الدخلة فلتفاخر الأقلام.
اليوم وأنا على فراش المرض على أثر وعكة صحية ألمت بالجسد بلغني وتنامى إلى مسامعي فوز فريقها في الدوري المدرسي، فكأن ذلكم الفوز وقع كالبلسم على الجسد، فهذه المدرسة تستحق منا كل الحب، فمنها نهلنا حروف العربية، وتذوقنا ألفاظها وجملها، ومنها تشربنا أول قطرات العلوم المختلفة على أيدي أساتذة أجلاء ما زلنا، وسنظل نكن لهم كل الحب والاحترام.
عندما كانت تُذكر مدرسة الدخلة بين مدارس المديرية كان لاسمها وقع، وعندما تضرب القرعة موعدها مع مدرسة أخرى، فالنتيجة تحصيل حاصل، فالفوز للدخلة وبدون أدنى شك، ليس على مستوى الرياضة فقط، ولكن على المستويات كافة، فاليوم تعود الدخلة لريادتها، وتتأهل إلى المربع الذهبي، يا الله ما أجمل تلك الأيام التي قضيناها في مدرسة الدخلة طلاباً، ومدرسين، فتحية لكل مدرس صال، وجال بين صفوفها، ولكل طالب نهل العلم في قاعاتها، وتحية لكل من يعمل فيها اليوم، وتحية خاصة لفريقها الذي رفع اسمها المرفوع دوماً وأبداً.
سحبت الأنامل من على على شاشة الجوال، وهي منهمكة في الكتابة عن الدخلة المدرسة، وكأنني أسحب فطيماً من على ثدي أمه، فلقد أحبت أناملي الكتابة عن مدرسة الدخلة، كحب الرضيع لثدي أمه.