هادي وجهاً لوجه مع فارس العصر
أنور الصوفي
تاريخ النشر: الاثنين 15 مارس 2021 - الساعة:17:26:55
لم يقف رئيس عربي بعد صدام حسين في وجه الأطماع الفارسية مثل وقوف فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في وجه فارس العصر الحديث الذين جاءوا بحدهم وحديدهم ليعلنوا صنعاء عاصمة رابعة تسقط تحت سيطرتهم، فخيب الله ظنهم، فسخر لصدهم التبع اليماني هادي، فحطم آمالهم وأمنياتهم، فلم يبلغوا ما جاءوا لتحقيقه، فلقد واجههم المارشال هادي بجيوشه، وأهلك مليشيات الارتزاق التي استعان بها الفرس، وهاهي الجيوش الوطنية تزحف اليوم على صنعاء من كل حدب وصوب.
لله دره من رجل صادق في كل ما يقوله، ويفعله، فلا تخالف أقواله أفعاله، لأنه نشأ في بيت الصدق، والصلة القوية بالله تعالى، ففازت اليمن بصدقه، وشجاعته في مواجهة أعتى أعداء العروبة والإسلام فارس العصر الحديث.
الرئيس هادي عندما اعتلى كرسي السلطة لم يكن يخطر على باله التضحية بأي يمني، فمجيئه لكرسي الحكم كان لليمن كل اليمن، لهذا لم يتحيز إلى الجنوب مسقط رأسه، ولم يفرط في الجنوب، بل أعطاهم ما لم يكونوا يتوقعونه، بل أنهم لم يكونوا يحلمون بعشره أيام قبضة صالح الحديدية، ولم يفرط في الشمال، فعندما ظن الشماليون أن هادي سيجر البلاد إلى الانفصال تمسك هادي بوحدة اليمن، لأن في وحدة اليمنيين قوتهم، فأفرغ وحدة الضم والإلحاق من مضمونها، وأنهى مفهوم الأصل والفرع، وأسس ليمن اتحادي قوي سترون قوته في المستقبل.
واجه هادي أطماع فارس في اليمن، فعندما سال لعاب أحفاد كسرى في السيطرة على بلاد السعيدة، نهض هادي لمواجهتهم، فأخرس تلك الأطماع، وهاهو ايرلو وشقاته من أحفاد الأئمة يتهاوون، وهاهي ملازم الهالك الحوثي تتناثر كجراد منتشر، وهاهي أفكار الحوثي وصرخاته لا يكاد يسمع صداها أحد، فقد حصحص الحق، وحانت ساعة الصفر، وقرر المارشال هادي توجيه القاضية لأحلام فارس في الأرض الطيبة.