الـعيــد..بين لبس الجديد وذكريات الشهيد
منصور بلعيدي
تاريخ النشر: الخميس 30 مايو 2019 - الساعة:09:20:02
يفرح الناس بقدوم العيد ويثير عندي المواجع حين تفقد أعز شخص علئ قلبك تصبح الحياة بلا طعم" فقدته في زمن كنت احوج اليه من نفسي (أحمد القلب ) ذهب في رحلة الخلود الابدي وتركني وحيداً في هذا لعالم الذي يموج بالمظالم والمئآسي والدموع.
احببته لدرجة الهيام كان باراً بوالديه لدرجة المبالغة كما نراها نحن لاهو " ولكنها مبالغة صادقة في الحب وحسن المعاملة وتلقائية السلوك " لم يكن ليتصنع حب والديه بل كان حباً صادقاً وخالصاً لاتشوبه شائبه.
احببته ليس لطاعته المطلقة لوالديه ولا لسيرته العطرة بين الناس فحسب ولكن لقوة إيمانه وتقواه وحفظه لكتاب الله تعالئ وامامته بالمصلين " كنت سعيداً لدرجة النشوة وانا اراه ولداً صالحاً بمعنى الصلاح والتقوى "واطمئن قلبي بانه سيدعو لي بعد موتي مصداقاً لحديث الرسول ص ( وولد صالح يدعو له) لكن شاء القدر وهو حكم الهي ان افقده الئ الابد" فأظلمت الدنيا في وجهي.
اصبحت انا ادعو له بعد ان كنت مؤملاً ان يدعو هو لي" انها مفارقة قاسية" كان بالنسبة لي كيوسف بالنسبة ليعقوب" فليته يعود كما عاد يوسف لأبيه .
اتذكره وهو يرتل آيات الله بصوته الشجي فيطرب الاسماع " ويلتفت الي بعض المصلين ليقول لي بصراحة مجردة : نريد احمد ان يصلي بنا دائماً وليس انت .
تلك هي الذكريات وما اقساها من ذكريات .
(يذكرني طلوع الشمس احمد ... وأذكره بكل مغيب شمس..
ولولا كثرة الباكين حولي... علئ ابنائهم لقتلت نفسي.)
حين فقدته احسست بمرارة ألم الخنساء وتمثلته واقعاً ...انها مئاسي ثارات العرب تتكرر وتتشابه في كل زمان ومكان ويظل المقهورون عنوانها الأبرز..
جاء العيد وليس لي نفس للبس الجديد وقد فقدت فلذتي كبدي احمد ومحمد وهما بمثابة الروح والقلب " واصبحا مجرد ذكريات لزمن راح وانقضى لا أمل في عودته .
كم تحز في النفس تلك الذكريات فيعتصرني الألم وانا استعيدها فأشعر انني وحيداً في هذه الحياة رغم وجود ابنائي الآخرين..لكن احمد لايعوض ابداً .
نعم اصبحت وحيداً في هذا العالم الذي لايشعر بمعاناة الأب المكلوم ..ولا بقهر الأم الثكلى" صارت الحياة عبئاً ثقيلاً على نفسي ولكنني مجبراً ان أعيشها رغم الجراح الغائرة في سويداء القلب" حياة لاتكترث لآلام المقهورين ومعاناة المظلومين .
لا اعلم ولا استوعب لماذا يختار القدر افضل الناس ويترك ماسواهم " ويمعن في قهر ذويهم ويذيقهم مرارة الحزن ويسقيهم كأس العلقم"لكنني اسلم امري لخالقي ولا اعتراض علئ قدر الله في خلقه" فلله حكمة لاندرك كنهها وله مايشاء في مخلوقاته.
ويظل الموت فاغراً فاه يلتهم المخلوقات كلما أمره ربه بذلك بلا رحمة ولاشفقة ولايكترث لمعاناة ذويهم"وكل الاحياء في لحظة زمانية محددة سيدخلون جوف هذا الموت الفاغرفاه ويلتهمهم بلا ادنئ اكتراث .
والناس بضاعة موت شاؤا ام ابوا.
والحمد لله على كل حال.