أبين محافظة محظوظة
أنور الصوفي
تاريخ النشر: الاحد 07 فبراير 2021 - الساعة:19:23:40
كل المآسي التي يمر بها الوطن لابد لأبين من أن تدفع النصيب الأكبر، ولابد لأبين من أن تكتوي بنيران الصراعات السياسية في اليمن، فعلى مدار المراحل والصراعات السياسية والعسكرية إلا ولأبين الجرح الأعمق، والحزن الأوفر، فأبين حمالة الأسية لليمن كل اليمن.
أبين محافظة محظوظة لأنها فازت في الآونة الأخيرة بمحافظ خفف من جراحها، وهوَّن عليها كل المصائب، ومكث فيها كل وقته لتأمن، وبذل كل جهده لتعود كما كانت وأحسن، فطاف على كل شبر فيها، وتفقد كل كوادرها، وأعاد مشاريعها للعمل، ونظم كل شيء فيها، فهو بالنسبة لها كالابن البار بأمه، فلله در هذا المحافظ المخلص، فلقد تكاثرت عليه السهام، ولكنه لا يبالي بها فمواجهتها بالنسبة له نزهة في حقول أبين، فمهما قسوا عليه، فلن تكون قسوتهم أقسى عليه من شمس أبين المحرقة التي يفتتح تحت أشعتها وفي شهر رمضان مشروع مياه الوضيع، ولن تكون عليه أقسى من تلك الليالي التي قضاها في الدفاع عن ترابها من الحوثة.
جلست مع أحد الذين عملوا مع هذا المحافظ فترة من الزمن وفي الآونة الأخيرة ولظروف خاصة ترك العمل في الديوان، وظننت أنه سيحاول النيل من هذا الرجل، ولكنه قال كلاماً أبان فيه عن عظمة هذا المحافظ الذي خدم المحافظة رغم الظروف التي لم تواجهها أي محافظة من محافظات الوطن المجروح، قال لقد حظيت أبين بهذا المحافظ، وهذا حظها السعيد من بين كل حظوظها التعيسة، فبفضل الله تعالى ثم بفضل هذا المحافظ قاومت محافظة أبين كل العواصف، بل وسابقت كل المحافظات في عملية التنمية.
عندما تولى اللواء الركن أبوبكر حسين سالم مقاليد المحافظة لم يجعل له داراً إلا محافظته، وعندما عركتها حرب الإخوة الأخيرة لم يبرحها، وظل فيها يسيِّر عملية التنمية فيها، ويتفقد مشاريعها، ويطمئن المنظمات لتعمل في محافظته، فرتب محافظته رغم كل الشركاء المتشاكسين على ترابها، فلم يترك أبوبكر حسين سالم للفوضى أي مجال، لأنه متواجد ليلجم كل فوضى، وكل عبث على تراب أبين، فتحية لهذا المحافظ الهمام الذي حظيت أبين في عهده بحظ أوفر من المشاريع، فسر أيها النمر الأبيني، وكلنا معك لأجل عيون هذه المحافظة.