ترجمة خطابات الرئيس هادي على أرض الواقع
أنور الصوفي
تاريخ النشر: السبت 09 يناير 2021 - الساعة:16:45:35
عندما يتكلم الحكماء لا يقهقه إلا البلهاء، والأغبياء، والحمقى، وعندما يتكلم هادي يجب على الجميع الإنصات لحديثه، فكلامه محاضرات في فنون العسكرية والسياسة لا يفهمها إلا الأذكياء المتبحرون في عالم العسكرية والسياسة، جلست مع الكثير ممن رافق هادي في مسيرته العسكرية والسياسية، فكان حديثهم عن هادي يثير الإعجاب بهذا الرجل، وحظه الوافر من الفنون العسكرية، وخبرته ومراسه في عالم السياسة، وقالوها صريحة: لن يستطيع فهم كلام هادي إلا العباقرة في عالم العسكرية، والسياسة، فكل كلمة يقولها هادي تعني محاضرة بذاتها، فعندما يتحدث هادي ينصت العقلاء، ويقهقه البلهاء، فعندما تحدث فخامة الرئيس هادي عن أنواع الخوف، قال: الخوف ثلاثة أنواع: خوف في الأرجل، وخوف في الرأس؛ أي في الدماغ، وخوف في الصدر؛ أي القلب، وهذا ما رأيناه يوم القصف الغامض على مطار عدن، فقد تحقق هذا التفسير للخوف في خطاب فخامة الرئيس هادي على أرض الواقع.
فرأينا قادة يهربون وبسرعة، ولكنهم حققوا هدفهم في النجاة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهؤلاء خوفهم في قلوبهم، فقد كادت قلوبهم تبلغ الحناجر، ولكن عقولهم شغالة، ويستطيعون التحرك للتوجيه، وترتيب الوضع، وهم أفضل من غيرهم من النوعين الآخرين، والنوع الثاني يحمله أولئك الذين شل الخوف أرجلهم فلم يستطيعوا الحراك، فتثاقلوا إلى الأرض، ولم تساعدهم أرجلهم على الحركة، فهؤلاء خوفهم في أرجلهم، والنوع الثالث من الخوف هو خوف الدماغ، فهو يستطيع الهروب، ولكنه متبلد التفكير، ولديه القدرة على تثبيت الناس، ولكن عقله خارج التغطية من شدة الخوف، والرهبة، فهو متسمر فاتح فاه، ينتظر الموت، ولا يفرق بين عدو وصديق، فقد يقتل من حوله، وهذا ما حدث في المطار من ضرب عشوائي، وهذا هو أخطر أنواع الخوف، وهذا لا يصلح للقيادة كما أوضحه فخامة الرئيس هادي في خطابه.
انتهت أحداث المطار، وكشفت لنا عن أنواع الخوف التي عرضها لنا فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي، هذه الأنواع التي لم يستوعبها الأبلات، والأغبياء من الناس فضحكوا، وقهقهوا لسماعها، فقد رأينا أناساً في المطار وهم يركضون، ورأينا آخرين يصرخون، وبعضهم قد تسمر في مكانه، ولم يستطع حتى النطق، ولا الحركة، فكما أشار فخامته أنه عند دخول الكليات العسكرية يجب معرفة شخصية كل متقدم لمعرفة أين يكمن الخوف فيه؟ وهل هو قادر على القيادة أم لا.
يثبت الرئيس هادي كل يوم بما لا يدع مجالاً للشك بأنه قائد من الطراز الفريد النادر، فتحية لفخامته، وهنيئاً لوطن هو رئيسه، وحكيمه، وقائده.