لا يكتسب المرء محبة الناس إلا من خلال ما يقدمه لهم، فالإنسان أسير الإحسان، والمهندس أحمد بن أحمد الميسري، وصل عطاؤه لكل محتاج طرق بابه أو سمع به، فكم من مرضى قد تعالجوا على نفقة الوزير الميسري، وكم من محتاج كفاه الوزير الميسري حاجته، وكم من خائف أمنه الوزير الميسري، فهؤلاء لا شك أنهم سيحبون الميسري، لأن هذا طبع في الإنسان أن يحب المحسن إليه.
وهناك فئة من المواطنين أحبوا الميسري لأنهم رأوا فيه تمثيل السيادة الوطنية في أبهى صورها، لهذا وجدوا في الوزير الميسري ضالتهم المنشودة، وتمسكوا به، ورفضوا التفريط فيه، وطالبوا ببقائه، وكتبوا اسمه على جدران قلوبهم قبل أن يكتبوه على جدران المنازل، والمدارس، وحملوا صورته في أفئدتهم قبل أن يحملوها في ملاعبهم، وأنديتهم، وشوارعهم، وعلى خلفيات جوالاتهم.
الوطنيون يظلون رموزاً اقتربوا أم ابتعدوا، فالميسري غادر عدن ولكنه ظل في قلوب أبنائها، غادر اليمن، ولكنه ظل في قلب كل يمني يحلم بالوطنية، ويعشق اليمن والسيادة، لهذا ترسخت صورة الميسري، وحب الميسري في قلوب كل الوطنيين اليمنيين قبل أن نراها على جدران الشوارع، والمدارس، والملاعب وخلفيات الجوالات.
هل لي برجال مثل رجال هادي، وأفذاذ يحملون جينات الوطنية كما يحملها رمز اليمن الوزير المهندس أحمد بن أحمد الميسري؟ لاشك ولا ريب ان الوطن يزخر بهذه العينات الوطنية، ولكن المراحل هي التي تظهر هؤلاء الرجال الوطنيين، ولكن بروز الميسري كرمز واضح كان نتاج المؤامرات التي تكاثرت على الوطن، وأرادوا الدخول من الثغر الذي يقف عليه الوزير الميسري، فكان اختيارهم هو الاختيار الأصعب، والاختيار الخطأ، فردهم ابن الميسري على أعقابهم خائبين، وأوصد أمامهم كل الاحلام والأمنيات، فعلا اسمه، وخابت كل المؤامرات التي حاولت النيل من سيادة الوطن، فأصبح الميسري في قلوبنا، لا لشيء إلا لأنه يمثل السيادة، ويمثل الرجال الوطنيين، فتحية لكم أبا محمد أينما كنتم، وحيثما كنتم، وسيجمعنا الوطن قريباً، بإذن الله، لأن الوطنيين لا مكان لهم إلا حضن الوطن