الاهتمام بالتعليم كان له دور كبير في نهضته، فهناك دول كثيرة منها اليابان كما أشاد فيها الباحث الهندي البريطاني أمارتيا حين قال أنه بين العامين 1906م – 1911م كان التعليم يستهلك ما يصل إلى (42) % من ميزانية المدن والقرى اليابانية بشكل عام، وبالوصول إلى العام 1906م وجد ضباط بالجيش أنه كان من الصعب أن تجد مجند جديد جاهل وأمي بالقراءة والكتابة وفي العام 1913م على الرغم من اليابان كانت اقتصاديا لا تزال فقيرة جداً ومتأخرة، حتى أصبحت لاحقا واحدة من أكبر منتجي الكتب في العالم.
كانت اليابان تنتج الكتب أكثر مما كانت تنتج بريطانيا وضعف ما تنتجه أمريكا آنذاك وهو ما يوضح كيف بدأت بشائر النهضة اليابانية عبر هذا الإنتاج المعرفي مبكراً.
وكانت تلك التجربة تجمع العديد من الأدبيات التي تتناول النهضة الأسيوية، وكان السبب التركيز على القدرات البشرية التي تشمل دور التعليم والتدريب.
فأقول إن الاهتمام بالتعليم من أهم مات العصر الذي هو عصر العلم والتقنية وعصرنا الحديث عصر الثورات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية..الخ وتظهر هذه الثورات في المجتمعات المتقدمة التي تسير بخطوات متسارعة ومتلائمة والتعليم يقفز قفزات كبيرة والاقتصاد يشهد ثورات عارمة والصحة تسير بخطوات جبارة والمجتمع فيه تتغير العلاقات باستمرار بينما البلدان المتخلفة ومنها الدول العربية تقف مبهورة أمام هذا التطور الهائل في البلدان المتقدمة وسرعة المسافات الكبيرة التثي تفصلها عن المجتمعات المتقدمة والتي تتزايد باستمرار إن لم تحث الخطى للحاق بركب المجتمعات المتطورة وإلا ستبقى متخلفة بل ستزداد تخلفاً.
ومن هنا تأتي أهمية إتباع أساليب جديدة في مجال التربية والتعليم لما من شانها أن تحقق نمو متزايداً في التعليم وهذا يتطلب القضاء على مافيا التعليم القائم من هدر في مختلف المجالات البشرية والمادية كما يتطلب التفكير في تطوير النظم التعليمية والتفكير بنظم وطرق مبتكرة جديدة .
إن الأساليب المبتكرة في التربية والتعليم هي التي ستساعد في نتائج أفضل في التعليم، وأقول أن أي تجديد او ابتكار ينبغي أن يطبق على أسس في المنهج التعليمي والدراسات الدقيقة والتخطيط السليم والتقويم الدائم إلى جانب الاستفادة من تجارب الآخرين.