أُعلن في مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٣م عن قيام ثورة أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان الشمّاء بعد ١٢٤ عاماً من الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب، وكانت امتداداً للانتفاضات الشعبية في الجنوب منذ الاحتلال.
وقد رفعت الجبهة القومية حينها ثلاثة أهداف للثورة وهي تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني، وتوحيد الجنوب في دولة واحدة، وتوحيد اليمن...
وقد تحققت جميع أهدافها.
وقد وقفت الجماهير في الجنوب والشمال الى جانب ثورة أكتوبر حتى تحققت هذه الأهداف، كما وقفت مصر عبد الناصر الى جانب الثورة في اليمن حتى رحيل الاستعمار البريطاني، وهو الذي قال من مدينة تعز عام ١٩٦٤م أن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن.
كما وقفت معها جميع جماهير الأمة العربية من المحيط الى الخليج، وهي التي وقفت قبل ذلك مع ثورة المليون شهيد في الجزائر والثورة الفلسطينة وغيرها من الثورات العربية والعالمية. وكانت هذه الأمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ومع الأسف أن هذا الحماس والشعور القومي قد بدأ يخفت تدريجياً بسبب إشعال وإشغال الأمة بالمعارك والصراعات والحروب الداخلية للقضاء عليها وتمزيقها وإضعافها وتقطيع أوصالها لصالح أعداء الأمة العربية وفي المقدمة اسرائيل..
أما اليوم فقد تابعنا الاحتفالات في عدن ولحج وأبين وحضرموت والمهرة وسقطرى وغيرها من المحافظات في اليمن، وقد بلغ الحماس ذروته هذا العام في الاحتفال بعيد ثورة أكتوبر وسبتمبر أكثر من كل الاحتفالات في الماضي. وهذه الصحوة دلالة على الحماس والشعور الوطني بالخطر على الوطن والمواطن وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه.
وإذا كان هناك بعض الأخطاء قد حصلت خلال تجربة الثورة فالبديل ليس التنكر للثورة وأهدافها والإخاء والتصالح والتسامح، فالثورة والدولة والوحدة ليست مسؤولة عن هذه الأخطاء، بل الأشخاص والقيادات ونحن منهم، وهي حال معظم الثورات والتجارب الانسانية في العالم..
نحيي جماهير شعبنا العظيم ونقدم لهم أصدق وأحر التهاني بهذه المناسبة.
ونأمل أن يأتي العام القادم وقد توقفت هذه الحروب في اليمن وليبيا وسورية ولبنان والعراق وغيرها...
نعم للسلام ولا للحرب.
والمجد والخلود لشهداء الثورة والعمر المديد لمناضليها الابطال.
وكل عام وأنتم بخير