بعيداً عن رفع الصوت، والبهررة، وبعيداً عن الشطحات الكاذبة، بعيداً عن كل الكذب، والدجل، ومتصفاً بالحكمة اليمانية ألقى فخامة الأخ الرئيس هادي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين، وكانت كلمة راقية، وواضحة، وهادئة، بدأها بخالص شكره للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، وأثنى على جهوده في قيادة المنظمة نحو الاضطلاع بدورها في حماية الأمن، والسلم الدوليين، والتي ينعكس أثرها على جميع الشعوب، والدول، ومنها الجمهورية اليمنية.
وتقدم فخامته لتهنئة شعبه بمناسبة الأعياد الوطنية سبتمبر، وأكتوبر التي يتزامن الاحتفال بها مع اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح في كلمته ما تعانية اليمن منذ ست سنوات من حروب بسبب تمرد الحوثي، وبدعم مباشر من إيران، وأبان الوضع الذي وصل إليه الشعب اليمني بسبب هذه الحرب العبثية المسيرة خارجياً من إيران.
وأشاد فخامته بالدور الإيجابي للمبعوث الأممي مارتن جريفيث، ومحاولاته للوصول لسلام دائم في اليمن في ظل تعنت صارخ للجماعات الحوثية المتمردة.
بدأ فخامة الأخ الرئيس واضحاً في طرحة، فقد طالب المجتمع الدولي بخطوات لمساعدة بلاده لتخرج مما هي فيه من تشرد، ونزوح، واعتقالات بسبب الحرب التي تنفذها جماعات سلالية رهنت نفسها لإيران الداعم الرسمي، والرئيس لها.
بكلمات رشيدة، وحكيمة طرح فخامة الرئيس قضية وطنه على الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تطرق لاتفاق الرياض، وما تم قطعه من تقدم، لتحقيق الاستقرار، وتجاوز الأحداث المؤسفة التي مرت بها عدن.
لقد ركز فخامة الأخ الرئيس على نقطة رئيسة، وهي الانقلاب الحوثي، ودعا المجتمع الدولي للاستنفار، وإنهاء انقلاب الحوثي الذي من سلبياته عدم السماح للفرق الهندسية لصيانة الناقلة صافر التي اتخذ منها الحوثي سلاحاً يهدد به المجتمع الدولي.
وفي الختام تمنى لهذه الدورة النجاح، وللأمم المتحدة التطور لخدمة الإنسانية، وتمنى أن تكون قراراتها عند مستوى التحديات التي تواجهها، وتمنى لكل الأعضاء، ومجتمعاتهم التطور والرخاء، ولكل المجتمع الإنساني السعادة، والخير، والازدهار.
لقد جسدت كلمة فخامة الأخ الرئيس الحكمة اليمانية في أبهى صورها، فكل حديثه كان فيه باحثاً عن السلام، وداعياً للسلام، وكانت كلمته هادئة تحمل في طياتها السلام، فأين الباحثون عن شخصيات لنيل جائزة نوبل للسلام؟ فكلمة الرئيس هادي هي عنوان السلام، فمتى ما تحدث الرجل بحكمة لم يخرج عن حدود السلام، لهذا كانت كلمة اليمن كلمة داعية، وباحثة عن السلام.